بنغازي– سبوتنيك. حاول مخرج العمل، مؤيد زابيطة، تسليط الضوء على حكايات قديمة مأخوذة من التراث الليبي، وبين قصص درامية تعالج بعض القضايا، وتضع المشاهد في بؤرة النقاش، بشأن القرار الصحيح والنهاية الحتمية لبعض المواقف التي يتناولها العمل؛ لتكون له حرية التصرف والاختيار.
وفي لقاء خاص مع "سبوتنيك"، قال زابطية: "العمل كان مشاركة بيني وبين الكاتب [المؤلف]. في البداية كان مشروعنا مبني على قصص متنوعة من مجتمعنا، دون أن تكون الخرافات الليبية جزءا من الحلقات. كانت الفكرة عن قصص خيالية فقط، لكنها تمس الواقع بطريقة غير مباشرة".
وأضاف موضحا: "فكرة الأجزاء تبنى على النجاح ونسب المشاهدة.. نعتقد أننا حققنا نسب مشاهدة عالية، وهو ما سيرفع صوتاً عالية لفريق انتاجنا. لابد من استثمار هذا النجاح، لكن التحدي الأكبر الآن في أن نحافظ على ما حققناه، وأن يتطور العمل بشكل أكبر".
وحول "التخوف" من ردة فعل المشاهد على العمل، قال: "لا أخفيك سراً، أننا كنا نتوقع هجوما كبيرا من المشاهد لهذه الحلقات، التي تندرج تحت فئة الرعب. توقعنا أن ترفض القناة [التلفزيونية] عرض بعض الحلقات، لاحتوائها مشاهد عنف؛ وهذا ما دفعنا لإنتاج حلقات درامية بعيدة عن أجواء الرعب".
واستطرد بالقول: "لقد تفاجأنا، أثناء العرض، أن أغلب المشاهدين تعلقوا بالحلقات المثيرة، التي تحتوي على مشاهد رعب... أعتقد أن السبب الرئيسي في نجاح هذه الحلقات، في أن المشاهد الليبي، ومن خلال مشاهدته للأعمال العالمية، والموجودة بشكل خاص في منصة النتفلكس العالمية، أصبح يتطلع لمشاهدة أعمال غير مباشرة، تحمل الإثارة والتشويق بأسلوب بصري متطور... وهذا ما نعتقد اننا قدمناه في عملنا".
ويعد مسلسل "تخاريف"، الذي اشتمل على 15 حلقة، بادرة فنية جديدة في الدراما الليبية، حيث تم المزج في القصص والمشاهد الدرامية، بين التعويذات والسحر والأرواح، والقتل والخطف؛ وركز فيها مخرج العمل، على الموروث المحلي، الغني بهذه الحكايات.
وفي هذ الصدد، يقول زابيطة: "موروثنا الشعبي غني ورائع، وأحياناً مذهل... لدينا المزيد من القصص والخرافات بلا شك، سنستثمرها في مشروعنا القادم. الشغف وحب العمل يدفعك إلى الابتكار وصناعة المحتوى الإبداعي".
وأردف قائلا: "نحن نكتب في صفحاتنا: إننا صناع أفلام .. لابد لنا من الابتكار وتطوير هذه الصناعة، ليس بشراء المعدات الباهظة الثمن، لكن باستثمارها وتشغيلها بالطريقة الصحيحة؛ ليبقى التحدي أمام المخرج، اكتشاف المواهب واستثمار النجوم وأصحاب الخبرات، بطريقة ذكية، وعرضهم على الجمهور بشكل جديد ومقنع. كنت دائما أقول لزملائي، إن المخرج في موقع التصوير، وعندما يكون أمام المونيتور، هو أول مشاهد للعمل، وعليه أن يقتنع بما يقدم الفنان أمامه، ليمرره إلى الجمهور".
من جانبه، يرى مؤلف وكاتب قصص مسلسل "تخاريف"، إبراهيم البشاري، الذي تحدث إلى الوكالة، أن الهدف من "تخاريف"، هو الحكايات الصادرة من وحي الخيال، "إذ نقول فلان يخرف .. أي يقول في قصص غير حقيقية. لذلك سمينا المشروع تخاريف، للإشارة إلى هذه الحكايات المختلفة، التي تحمل رسائل تصف الحاضر بطريقة خيالية مشابهة للخرافات الشعبية القديمة، التي كانت تعكس الواقع بفترة أجدادنا".
وأضاف: "كما أعدنا صياغة بعض من الخرافات القديمة بشكل يناقش قضايا إنسانية معاصرة. ونحن لسنا السباقين في هذه الصناعة على مستوى الدول العربية؛ ولكن ما حاولنا تقدميه، هو إضافة عنصر الغموض إلى قصص الرعب، في حلقات منفصلة لا تتجاوز النصف ساعة".
وبحسب البشاري، فإن "تخويف" المشاهد لم يكن هدفا، "بل تجسيد تجربة الرعب، بإدخاله إلى عالم القصص المظلمة الغامض، الذي ينعدم فيه مفهوم الشر والخير التقليدي. لذلك تعمدنا، في حلقات الرعب، الكتابة بأسلوب الرمزيات؛ لكي يحلل المشاهد ويبحث عن الأجوبة بنفسه، ويكون جزءا من القصة .. يشعر كما تشعر باقي الشخصيات التي تحاول البحث عن الأجوبة".
وتابع البشاري، قائلا: "حاولت مع المخرج التركيز على هذا الجانب بقدر المستطاع .. وكانت، قبل كل حلقة، تحدث عدة تعديلات على الحوارات، لتناسب شخصيات الممثلين وطريقة نطقهم".
ويعتبر البشاري أنه من المهم أن يكون الحوار جزءا من شخصية الممثل، وليس مجرد كلمات مكتوب على ورق؛ ولذلك تم التركيز على تعديل الحوارات لتكون متناغمة بين الممثلين، مع الحفاظ على المعنى الأساسي.
ورأى أن الخرافات والحكايات الشعبية، من أفضل الوسائل لإظهار التراث الشعبي الليبي، ومشاركة نظرته للحياة مع باقي العالم؛ كما أن عدة أعمال عالمية، تناولت أساطير شعوبها، وكانت السبب في نشر وتعريف ثقافتها للآخرين.