أن تقول برازيل وأرجنتين يعني أن تحكي عن صراع أزلي بين سحرة الكرة العالمية. عن منتخبين حققا لقب كأس العالم 7 مرات (5 للبرازيل و2 للأرجنتين)، عن 102 مباراة جمعت بينهما (فازت البرازيل 43 مرة مقابل 38 للأرجنتين، وسجلت البرازيل 159 هدفاً مقابل 156 للأرجنتين)… أهلاً بكم إلى "كلاسيكو الأرض" وإحدى أهم المباريات إن لم تكن أهمها على الإطلاق في تاريخ كرة القدم.
فجر غد الجمعة، وفي تمام الساعة 01,45، سيربط العالم أحلامه على توقيت ملعب "بيلو هوريزونتي"، هناك حيث سيكون عبق الماضي حاضراً يحكي عن أحلى سنوات الكرة التي قدّمها "السيليساو" و"ألبيسيليستي". هناك حيث ستُحبس الأنفاس شوقاً لتكرار تلك الذكريات.
نعم، أولى الأمنيات التي تحضر في البال هو أن تستعيد هذه القمة الكلاسيكية ألقها وتوهجها الذي تميّزت به على الدوام قبل أن تفقد الكثير منها في السنوات الأخيرة نظراً لتراجع البرازيل تحديداً، الأمر الذي أدى حتى إلى ضياع الحلم لدى كثيرين بتواجههما في البطولات الكبرى وعلى وجه الخصوص في نهائي مونديال 2014، حيث كانت الفرصة التاريخية لحدوث ذلك قبل أن يبعثر الألمان الأحلام. ومن بعد ذلك في نسختين لبطولة "كوبا أميركا" في 2015 و2016، حيث انتظرت الأرجنتين خصمها اللدود في النهائي إلا أن الأخيرة تخلّفت عن اللحاق بها.
فجر غد هو الموعد الجديد المنتظر. صحيح أن المنتخبين تواجها في 2015 لكنها تبقى مباراة ودية (انتهت بالتعادل 1-1) لا تكتسي أهمية مواجهتهما رسمياً كما الآن في تصفيات مونديال 2018 في روسيا. وما يزيد من أهمية المباراة أنها تأتي في وقت يبدو "ألبيسيليستي" مطالباً بالفوز، نظراً لموقعه في المركز السادس في التصفيات بعيداً بـ 5 نقاط عن "السيليساو" صاحب الصدارة والذي شهد مستواه تطوراً واضحاً.
قلنا ثقة؟ هي كلمة يبحث عنها الطرفان. فبالنسبة للبرازيل، فإنها لا تزال لم تخرج بعد من كابوس هزيمتها التاريخية بسباعية أمام ألمانيا في نصف نهائي مونديالها، وهي ستجد في خصم مثل غريمتها الأزلية الأرجنتين فرصة ذهبية لرد الكثير من اعتبارها، خصوصاً أن المواجهة ستقام على الملعب ذاته الذي شهد تلك "المجزرة". وبالنسبة للأرجنتين فإنها تبحث عن نفسها والإنطلاق مجدداً في هذه التصفيات الصعبة التي تواجهها.
كل شيء إذاً جاهز لهذه القمة الكبرى. لكن مهلاً، يبقى القول إن ليونيل ميسي ونيمار حاضران غداً. يا لها من مواجهة!