دفعت العمليات الإرهابية الممنهجة التي يمارسها المسلحون القادمون من أغلب دول العالم إلى سوريا المجتمع السوري، إلى حمل السلاح والتطوع في مختلف المحافظات للتصدي ومقاتلة التكفيريين الذين استهدفوا البشر والحجر.
ومن بين المجموعات العسكرية النسائية التي تأسست في محافظة الحسكة "قوات سوريا الديمقراطية" و"قوات حماية نساء بين النهرين" التابعة للمجلس العسكري السرياني، الذين يقاتلون ضد المجموعات التكفيرية وتحديداً تنظيم "داعش" الإرهابي في أرياف المحافظة، في مشهد لم يظهر خلال الحروب السابقة التي شهدتها المنطقة.
ومقاتلات "بين النهرين"، هنّ إحدى المجموعات النسائية العسكرية في المحافظة، إلى جانب عدة فصائل أخرى أبرزها "وحدات حماية المرأة" و"قوات الأساييش" التي تضم نساء وفتيات معظمهن من المكون الكردي، و"قوات الناطورة" التي تضم مقاتلين ومقاتلات من المكون الآشوري، هذه الفصائل والقوات تجسد بكفاحها ضد الإرهابيين الصورة النضالية للمرأة السورية.
المقاتلة "روشان" قررت ترك الحياة المدنية والالتحاق بأولى الدفعات للقوات، وتقول لمراسل "سبوتنيك"، إن المجموعة تأسست لتؤكد على مساهمة المرأة في جميع المجالات السياسية والثقافية والعسكرية، والدفاع عن حقوق النساء والمشاركة في الحفاظ على الاستقرار والسلام في المناطق الآمنة، وتحرير الأماكن التي يحتلها الإرهابيون.
ورغم أن المقاتلة "لارا" وهي ربة منزل، تجاوزت الأربعين عاماً، إلا أنها لم تتردد في الانضمام إلى القوات، وتؤكد لـ"سبوتنيك"، أنها تطوعت للدفاع عن أبناء الشعب السوري والوقوف في وجه الظلم والإرهاب وعدم الهجرة من الوطن تحت أي ظرف أو تهديد، وتؤكد أن سوريا كانت وستبقى وطناً لجميع أبنائه من مختلف الأديان والمذاهب، وهي مستعدة للدفاع عن كل شبر من أرض سوريا.
فيما تواظب "سارة" على الدراسة في الصف الثالث الثانوي، إلى جانب وجودها مع رفيقات السلاح، وتقول لـ "سبوتنيك"، إن الواجب الوطني دفعها إلى الالتحاق بالقوات ورفع معنويات المواطنين والأهالي وتعزيز صمودهم وبقائهم في أرضهم ووطنهم.
أما "نجوى" من قرية تل عربوش بينت لـ"سبوتنيك"، أنها انتسبت للقوات بعد أن قام تنظيم "داعش" الإرهابي بقتل أخيها الأكبر أمامها في دم بارد بتهمة أنه من القوات، مع العلم أن أخاها كان يدرس في الجامعة.
وقالت إحدى المدربات في معسكر للتدريب هناك إقبال على الانتساب من جانب النساء والفتيات، حيث يتم تنفيذ دورات تدريبية مكثفة لهن على استخدام مختلف أنواع الأسلحة.
وأكدت إحدى القياديات في القوات أن عدداً كبيراً من النساء والفتيات التحقن بمعسكرات تدريبٍ للقوات وخضعت النساء إلى دورات تدربن على حمل واستخدام بنادق كلاشنيكوف.
وتعرض وكالة "سبوتنيك" الروسية مقطع فيديو يظهر فيه مقاتلات كرديات من قوات سوريا الديمقراطية اللواتي تتواجدن في ريف الرقة الشمالي لمقاتلة تنظيم داعش الإرهابي.