وأعتبر أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية في جامعة بوسطن، أندرو جي باسيفيتش، في مقال نشر على الموقع الإخباري" كريستيان ساينس مونيتور"، أن المشروع الذي كان من المفترض أن يعزز الاستقرار، وينشر قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، قد انتهى بدلا من ذلك إلى شيء أقرب إلى الفوضى، وتغذية الراديكالية العنيفة.
وأشار إلى أن التدخل الأمريكي في العراق كان بمثابة الهدية للإسلاميين الراديكاليين، ويكفي للتدليل على ذلك، مجرد النظر إلى تنظيم "داعش"، الذي خلف تنظيم "القاعدة"، معلناً نفسه نواة لخلافة جديدة، باسطا يده على مساحات شاسعة من العراق وسوريا.
واعتبر أنه ومهما استنكف الأمريكيون من الاعتراف بأبوتهم الجماعية لتنظيم "داعش"، فهو ابن غير شرعي نتيجة طبيعية للتدخل العسكري الأمريكي الأحمق.
ويرى أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية أن قبول أوباما لما قال عنه "المخاطر الكامنة في خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران" يشكل اعترافاً بحكم الواقع بأن محاولة فرض النظام على هذه المنطقة عبر استخدام القوة قد باء بالفشل، موضحاً أن التجربة أثبتت بأن عسكرة السياسة الأمريكية في العالم الإسلامي قد بلغت طريقا مسدودا.
واعتبر باسيفيتش أن أوباما يهدف من الاتفاق النووي الإيراني إلى إنقاذ الجيش الأمريكي من حرب بلا نهاية، إلى جانب الابتعاد عن مسئولية حفظ الاستقرار الإقليمي، لصالح دول المنطقة المتضررة أكثر من غيرها من استمرار الوضع الراهن.