وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان، صباح اليوم الاثنين، أن ثلاثة من جنودها قتلوا، الليلة الماضية، عندما شنت وحدات أرمنية متمركزة في منطقة قره باغ الجبلية هجمة معاكسة بهدف استعادة ما حرره الجيش الأذربيجاني من أراض خلال اليومين الماضيين. وتكبدت القوات الأرمنية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد خلال صد الهجوم، بحسب البيان.
وأضافت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن القوات الأرمنية المتمركزة في قره باغ قصفت المواقع الأذربيجانية أكثر من 120 مرة خلال الساعات الـ24 الأخيرة من مدافع الهاون عيار 60 مم و82 مم و120 مم.
من جهتها، أعلنت وزارة دفاع جمهورية قره باغ الجبلية غير المعترف بها دوليا أن الجانب الأذربيجاني الذي تقدمت قواته في الثاني من أبريل/نيسان على امتداد خطوط التماس خرقا للهدنة المعلنة منذ 22 عاما تقريبا، استمر خلال الليلة الماضية وفي الساعات الأولى من صباح اليوم في قصف المواقع الأمامية لجيش جمهورية قره باغ الجبلية والقرى المجاورة من راجمات الصواريخ "غراد"، والمدافع عيار 152 مم، ومدافع الهاون والدبابات.
ومن جانبها أعلنت وزارة دفاع جمهورية أرمينيا أنها أقدمت على إرسال تعزيزات إلى منطقة قره باغ الجبلية بهدف طرد القوات الأذربيجانية من المواقع الأمامية التي احتلتها منذ الثاني من أبريل/نيسان في بعض القطاعات على خطوط التماس.
يذكر أن الوضع تأزم من جديد في منطقة قره باغ الجبلية ليلة الجمعة إلى السبت (من 1 إلى 2 أبريل/نيسان الحالي)، حين وقعت اشتباكات عبر خطوط التماس باستخدام سلاح الطيران والمدفعية. وتبادل الجانبان الاتهامات بخصوص انتهاك الهدنة.
وتجدر الإشارة إلى أن الهدنة المذكورة يسري مفعولها من حيث المبدأ منذ عام 1994 بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين أذربيجان، من جهة، وأرمينيا ومنطقة قره باغ الجبلية، من جهة أخرى تحت رعاية روسيا. وشهدت الفترة المنصرمة حدوث حالات كثيرة لخرق الهدنة كانت آخرها نهاية الأسبوع الماضي.
وكان النزاع في قره باغ اندلع في شهر فبراير/شباط من العام 1988، عندما أعلنت هذه المنطقة الجبلية من جانب واحد خروجها من جمهورية أذربيجان إحدى الجمهوريات الـ15 للاتحاد السوفيتي وقتذاك. وفقدت أذربيجان السيطرة على قره باغ الجبلية بعد النزاع العسكري، ومنذ عام 1992 تجري يريفان وباكو مفاوضات لتحقيق تسوية سلمية للصراع برعاية مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تترأسها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.
ودعت روسيا على لسان رئيسها، فلاديمير بوتين، الطرفين إلى ضبط النفس ووقف أعمال العنف في منطقة قره باغ.