وقال الأكاديمي والخبير في الشأن الإيراني د. محمود الريان، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، الخميس، إنه مع اقتراب موسم الحج، تتزايد التعقيدات، بين المملكة العربية السعودية وإيران، ما يهدد مئات الآلاف من الإيرانيين بالحرمان من تأدية فريضة الحج، موضحاً أن تصريحات وزير الثقافة الإيراني دليل على أن الأمور وصلت أو كادت تصل إلى طريق مسدود.
وأوضح الريان، أن كلا الدولتين ما زالتا مصرتين على عدم تقديم أي تنازلات، فعلى الرغم من أن السعوديين قدموا منذ نحو شهرين حلولاً موفقة وكانت مرضية للجميع، إلا أن الاجتماع الأخير بين لجنة الحج الإيرانية والمسؤولين السعوديين، تسبب في تعقيد الأمور من جديد، فحسبما يرى الإيرانيون، كان الاستقبال فاترا وباردا، وكانت المقترحات الإيرانية يتم تسفيهها.
وأضاف أن الرفض السعودي لمنح التأشيرات للحجاج الإيرانيين، سيقابله تجديد إيراني لمطلب وضع الأراضي المقدسة تحت رقابة أو سلطة دولية لتكون متاحة للجميع، فإيران قد تستغل هذا التعنت في تبرير إصرارها على تسييس الأزمة، خاصة أنها كانت حصلت على وعود سابقة من السعودية بأن المقاطعة السياسية لا علاقة لها بالحج، وهي الوعود التي تراجعت عنها السعودية.
وكان وزير الثقافة والإرشاد الإيراني علي جنتي أعلن أن "الظروف غير مهيأة لأداء مناسك الحج هذا العام، فقدنا الوقت، سعينا وبكل جهدنا، لكن السعوديين وضعوا العراقيل أمام الحجاج الإيرانيين، سعينا منذ أربعة أشهر إلى تسوية قضايا الحج مع الرياض، لكنها وضعت قيودا أمامنا، حتى أن تأشيرة دخول الوفد الإيراني تأخرت شهرين".
وتصاعدت الخلافات بين السعودية وإيران بشأن أزمة الحج مؤخرا، بعد سلسلة من التعقيدات، بدأت بإقدام المملكة على إعدام المعارض الشيعي السعودي نمر النمر، خرجت على أثرها مظاهرات في إيران، اقتحم منظموها السفارة السعودية في طهران، ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين في 3 يناير/ كانون الثاني من العام الجاري.