وقال جابر، في تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الجمعة، "دعنا نتفق أن الجيش ينفذ إرادة القيادة السياسية، وقلنا منذ البداية منذ عامين عندما أعلنت إدارة الرئيس أوباما عن التحالف الدولي لقتال تنظيم داعش، قلنا إن الهدف الاستراتيجي لهذا التحالف ليس تدمير داعش ولكن الهدف هو احتواء التنظيم، وبعد عام جاء أوباما وقال يجب أن نغير استراتيجيتنا في قتال داعش".
أضاف "بعد هذا التصريح بأشهر جاءت هيلاري كلينتون في أكتوبر الماضي، وأدلت بتصريح أكثر وضوحاً، قائلة (يجب أن ننتقل من سياسة الاحتواء إلى سياسة التدمير)، أي كنا على حق منذ البداية، واليوم أعتقد أن هناك الكثير من علامات الاستفهام حول سياسة الولايات المتحدة تجاه تنظيم داعش".
وتابع "اليوم سمعنا تصريحاً من مسؤول إسرائيلي يقول إن القضاء على تنظيم داعش يضر بإسرائيل، ونحن نعلم أن إسرائيل تعتبر أن ما يقوم به داعش في هذه المنطقة يخدم مصالحها، ولا يشكل خطراً على إسرائيل، ويؤدي إلى تقسيم المنطقة وهي مسألة تسعى إليها إسرائيل، وتقسيم المنطقة كما نعلم هو خطة "ب" التي تسعى إليها أمريكا أيضا.
ولفت إلى أن مسؤولين أمريكيين أخبروا وكالة الصحافة الفرنسية، أنهم كانوا يخبرون تنظيم "داعش" الإرهابي بموعد الغارات التي كانت تستهدف الصهاريج التي تنقل النفط، كما أن هناك تناقض شديد ومجافاة للمنطق، عندما نرى جنرال أمريكي يزعم أن القوات الأمريكية قتلت 30 أو 35 ألف داعشي، فكل هذه المؤشرات توضح أن المشكلة بين الكونجرس والإدارة الأمريكية وتحديداً وزير الدفاع الذي يخطط السياسة العسكرية التي نفذها الجيش تجاه داعش.
وعن إمكانية الربط بين تقرير الكونجرس والصراع الانتخابي الحالي على رئاسة الإدارة الأمريكية، خاصة أن التقرير أعده الجمهوريون، الذين يعارضون حكم الديمقراطيين الذين ينتمي إليهم وزير الدفاع، قال جابر "حتماً هناك صلة، فهناك معركة انتخابية تستخدم فيها كافة الوسائل، فالمرشح دونالد ترامب يدلي بتصريحات مثيرة للجدل، وهو ينتمي للجمهوريين الذين يرفضون هيلاري كلينتون بشكل قاطع".
وعن الضربات القوية التي توجهها قوات الجيش العربي السوري، مدعومة بالقوة العسكرية الروسية، أضاف جابر "أمريكا لن تعطي رصيداً لضربات الجيش السوري، ولا للقوات الروسية، التي تعد الأكثر صدقاً وجدية في قتال تنظيم داعش، خاصة في معارك حلب وتحرير تدمر، ولا زالت الطائرات الروسية حتى الآن تقصف مواقع داعش، فالأمريكيون لن يعترفوا بذلك".
وأكد جابر أن تنظيم داعش ذكي جدا، ويدرك جيداً الموقف الأمريكي المتذبذب، وأن الإدارة الأمريكية لم تتخذ قرارها بعد بشأن تدمير التنظيم، وكلنا شاهدنا عند تحرير مدينة الفلوجة العراقية وخروج داعش بقوافل كبيرة، وجهت القوات العراقية ضربات قوية دمرت فيها آليات كثيرة جداً يعتمد عليها التنظيم، بينما دعت الجيش الأمريكي قواته إلى التريث لاحتمال أن تكون هذه قوافل للمدنيين وليس للإرهابيين، وحدث جدل وقتها بين الجيش العراقي والأمريكيين، رغم رصد القوافل بالأقمار الصناعية.
وأشار إلى أن "تنظيم داعش له مصلحة في ألا يستفز أمريكا، وهو يدرك أنه إذا قتل أمريكيين فإن الموقف سينقلب بشكل دراماتيكي ضده، لأنه يدرك أنه بمجرد أن يبدأ بقتل جنود أمريكيين سيثير الرأي العام الأمريكي، وهو ما يؤثر على قرار الإدارة الأمريكية، ويجعلها تسرع في القضاء على هذا التنظيم".