ويعلق اللواء محمد شديد، الخبير الأمني، في تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الاثنين، أن ما كشفه المسؤول الاستخباراتي الفرنسي السابق ليس غريباً على الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتادت أن تتجسس على الجميع، وتتربص قواها الأمنية والاستخباراتية بالجميع، فأمريكا تتنصت على الجميع، حتى حلفائها.
وأضاف شديد "الولايات المتحدة تجند أكثر من نصف القراصنة الإلكترونيين في العالم، بغرض التجسس على المكالمات الهاتفية بين قيادات الدول ومواطنيها أيضا، من خلال برامج شديدة التطور تستطيع رصد وتمييز كلمات معينة، يمكن من خلالها تتبع أي اتصالات هاتفية تحتوي على هذه الكلمات، وهو ما اتبعته خلال السنوات الست الأخيرة".
وتابع "أمريكا زرعت برامج أيضا — من خلال هؤلاء القراصنة الذين يعملون تحت إمرة المخابرات المركزية الأمريكية بشكل مباشر- في البرامج السرية الخاصة بالوزارات الحيوية والأمنية والسيادية في عدد كبير من الدول، من بينها 3 دول عربية أثيرت بشأنها أزمة مؤخرا، بعدما فضحت الوثائق أن أمريكا تجسست على 13 مليار مكالمة هاتفية تمت في السعودية والعراق ومصر".
وأوضح الخبير الأمني أن الاستخبارات الأمريكية والبريطانية تتجسس على الاتصالات الخلوية الدولية، وهو أمر لا يمكن لأحد نفيه، وهو ما أكده المسؤول المخابراتي الفرنسي السابق، الذي نقل على لسان كايث ألكسندر، المدير السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكي، قوله إنه يشعر بخيبة، لأنه كان يعتقد أنه من المستحيل كشفهم، ما يؤكد أن الأمريكان يعلمون الآن ما تم كشفه تحديداً من خططهم التجسسية.
وكانت وثائق انتشرت في مطلع العام الجاري، كشفت أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تنصتت على مكالمات هاتفية للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وأقرب مستشاريها، على مدى سنوات، وتجسست على طاقم العاملين مع المستشارين السابقين لألمانيا.
وأشار تقرير نشرته المنظمة إلى أن تجسس وكالة الأمن القومي على ميركل وطاقم العاملين معها امتد لفترة أطول وعلى نطاق أوسع مما كان معتقداً في السابق، حيث استهدفت المخابرات المركزية الأمريكية مراقبة نحو 125 رقماً لهواتف كبار المسؤولين الألمان، المتعاملين مع المستشارة أنجيلا ميركل.