لا يقتصر على تصريحات المُتنافسين وإنما هو جلسة نقاش متواصلة. جلسة يشارك فيها كلّ من أراد ذلك مهما بلغ من العمر.
وهكذا جذب "تويتر" الأضواء إليه فأضحى حقل دراسة من قِبَل الأكاديميين الذين يحلّلون مناخ الشارع الأمريكي. وكأنه ميزان يقيس تأثير الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي على الشعب.
اتّخذ ترامب من "تويتر" منبراً للإفصاح عما يجول في خاطره. روّج لنفسه مُستخدماً "الهاشتاغ".
من جهتها، أشارت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية إلى أنّ المُرشّح الجمهوري ترامب استلهم نشاطه خلال حملته الانتخابية من تجربة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وكان الأخير قد استخدم مواقع التواصل الاجتماعي خلال الحملتين لاستقطاب موالين له.
وهكذا حوّل ترامب "تويتر" إلى منبر له حاصلاً بذلك على 12 مليون متابع تقريبا من دون أية تكلفة مادية. وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن ترامب وفر 2 مليار دولار.
أما المنافسة الديمقراطية هيلاري كلينتون فوصل عدد متابعيها على "توتير" نحو 10 ملايين شخصا.
ووصف موقع "تك ريبابليك"، أداء الحملة الانتخابية لكلينتون على مواقع التواصل الاجتماعي بالرديء.
واستناداً إلى معلومات قدّمها فيسبوك وتويتر وغوغل، ذكر موقع "فايس نيوز" أنّ ترامب حصل على مُعظم الاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي ولكنه لم يظهر كفاءته.
أما كلينتون كانت المُرشّحة التي بُحث عن اسمها أكثر على موقع غوغل. وعلّق 18.6 مليون شخص على المواجهة عبر نشر التعليقات ومشاركتها والكبس على "زر الإعجاب". ورصد فيسبوك 55 مليون مشاهد للمواجهة بين المُتنافسين.
وحول ردود الفعل التي رصدها المُرشّحان، قال موقع "تك ريبابليك" إنّ التعليقات الواردة كانت سلبية قبل المواجهة الرئاسية الثالثة. كما أنّ ردود الفعل الإيجابية التي رصدتها كلينتون تُقارب 15.19% فيما 10.3% لأجل ترامب.
وأشار موقع "فايس نيوز" إلى أنّ المُشاهدين لم يكتفوا بمُشاهدة المواجهة الأولى وإنما ناقشوها على "الشاشة الثانية" وهي مواقع التواصل الاجتماعي وبحثوا عن معلومات حول المُرشّحين.
وكان موقع "بي بي سي" قد أشار إلى أنّ أكثر المواضيع التي تم تداولها على "تويتر" هي: الاقتصاد والعلاقات الخارجية والطاقة والبيئة والإرهاب والأسلحة.
في حين نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الخميس 3 نوفمبر/ تشرين الثاني استطلاعاً للرأي أجرته مع شبكة "اي.بي.سي نيوز" وشمل 1767 أمريكياً، أظهر أن المُرشّح الجمهوري تقدّم على مُنافسته الديمقراطية بنقطة واحدة للمرة الأولى، منذ أيار/ مايو الماضي. وكشف الاستطلاع أيضاً، عن تراجع كلينتون سبع نقاط لدى شريحة الناخبين المُتحمّسين جداً لها. ونال ترامب 46% من الأصوات مُقابل 45% لكلينتون.
إلاّ أنّ استطلاعاً للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي بي أس" نشر الخميس 3 نوفمبر/ تشرين الثاني أشار إلى أن تقدّم المُرشّحة الديموقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون على خصمها الجمهوري دونالد ترامب لم يعد يتجاوز 3 نقاط، أي ما يوازي هامش الخطأ في الاستطلاع.
استطلاعات الرأي تبقى نتيجتها غير محسومة وهو الأمر عينه على "توتير" و"فيسبوك" ومواقع أخرى. الحرب الرئاسية باتت ككرة نار يزداد لهيبها مع اقتراب موعد الرئاسة الأمريكية. مواقع لعبت دورها بامتياز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016. آداة يمتلكها الجميع. أثبتت قدرتها على خلق التفاعل والتأثير في الشارع الأمريكي. ولكن من سيفوز؟ سؤال يبقى جوابه غير محسوم.