ويدل على ذلك ما يقوله مسؤولون سياسيون وعسكريون من أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد يمثل الظاهرة الشريرة الرئيسية.
فقد قال المتحدث باسم التحالف الأمريكي في سوريا والعراق، ريان ديلون، مثلا، إن الولايات المتحدة لن تعارض أن تكافح القوات الحكومية السورية تنظيم "داعش" بالتنسيق مع التحالف.
وفجّر الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون مفاجأة إعلامية حين قال، في الأسبوع الماضي، إن فرنسا لن تصر على رحيل الرئيس السوري.
وصرحت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، في وقت سابق، أن "طرد الأسد لم يعد يدخل في قائمة أولوياتنا".
ويمكن القول إن غارات طيران التحالف على قوات موالية للحكومة السورية في الآونة الأخيرة تتنافى مع الفرضية القائلة بأن واشنطن غيرت موقفها تجاه سوريا. ولكن يمكن القول أيضا إن تلك الضربات لا تخص موقف واشنطن من دمشق بقدر ما تخص رغبة القيادة العسكرية الأمريكية في تأكيد ضرورة الالتزام بما تم الاتفاق عليه، وذلك أن طيران التحالف قصف قوات تدخل إحدى مناطق تخفيف التوتر التي تم تحديدها خلال محادثات أستانا.
ويقول الخبير يفغيني زيلينوف إن الإدارة الأمريكية تجنح، على ما يبدو، إلى الاعتقاد بأن دحر تنظيم "داعش" بالطرق العسكرية أمر غير ممكن، ولا يبقى غير وقف الحرب تمهيدا لبدء المفاوضات. ومن هنا، فإن مصير الأسد سيتم تقريره على طاولة المفاوضات وليس في ساحة القتال، وهو ما كانت القوى المناوئة له تطالب به كما جاء في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" التي نشرت المقال المذكور تحت عنوان "الغرب رحّل الأسد إلى المرتبة الثانية من اهتماماته".