وأضاف كوفاسيفيتش: محاولة الانقلاب التي وقعت في تركيا تموز/ يوليو 2016 كانت محاولة مخططة ضد الرئيس أردوغان، الذي لم يكن مستعدا للانضمام إلى مشروع تدمير الاقتصاد التركي وتحويل تركيا إلى بلد على وشك التفكك الإقليمي.
واستدرك كوفاسيفيتش عن أسباب السياسة الأمريكية تجاه روسيا وفرض عقوبات اقتصادية عليها قائلا: إن تاريخ الدبلوماسية السرية الأنغلو- أمريكية "الأطلسية" يظهر أنهم بارعون في بدء الحروب ضد خصومهم باستخدام أيدي الآخرين.
وأشار إلى أن روسيا وضعت في خانة المعارضة لأنها تتحدى بنية عالم أحادي القطب تهيمن عليه الولايات المتحدة، وهي الداعي الرئيس للاعتراف الرسمي بالعالم متعدد الأقطاب. وهذا هو السبب في ضرورة إجبارها على الانقياد.
وحول الهدف النهائي للولايات المتحدة، أكد أن "الهدف النهائي هو تفكيك روسيا بالطريقة التي تم بها تفكيك الاتحاد السوفييتي، وتحويله إلى 10-15 دولة ضعيفة، وبالتالي السيطرة على موارده الطبيعية الشاسعة. كانت هذه العملية على ما يرام في التسعينيات مع انفصال الشيشان، ولكنها عكست سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
واعتبر كوفاسيفيتش أن روسيا وتركيا خاضتا أكثر من عشر حروب خلال القرون الأربعة الماضية. ويعتقد المجمع العسكري والاستخباراتي أنه سيكون من السهل إلى حد ما العثور على ذريعة لحرب أخرى بينهما.
وذكر الخبير الأمريكي حادثة إطلاق الطائرات التركية النار على طائرة عسكرية روسية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، واغتيال السفير الروسي لدى تركيا في كانون الثاني/ ديسمبر 2016، على وجه التحديد، كانتا نقطتي انطلاق من المفترض أن تؤديا إلى نزاع أوسع نطاقا. وبهذه السخرية، اختيرت التضحية بتركيا من أجل المصلحة الكبرى للغرب.
وأكد كوفاسيفيتش أن أردوغان أصبح على دراية بهذه الخطط. ولأنه يعلم جيدا أن حربا مع روسيا ستكون مدمرة لتركيا، فقد رفض تنفيذها. وإن التزام أردوغان بالمصالح الجيوسياسية التركية وليس مصالح حلف الأطلسي قد يكلفه حياته.
ونوه الخبير الأمريكي إلى أن الانقلاب على الرئيس أردوغان نظمته هياكل الاستخبارات العسكرية الأطلسية وأتباعها في تركيا في تموز/ يوليو 2016. وهناك تقارير تفيد بأن الروس ساعدوا أردوغان في البقاء في السلطة بإعلامه بالانقلاب. إذا صح ذلك، فإنه يمكن أن يكون أساسا قويا لتوسيع التعاون التركي الروسي القائم، وخاصة في المجالات العسكرية والاستخباراتية.