وأضاف نور الدين، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أن روحاني يدرك جيداً أن الولايات المتحدة سوف تواصل الضغوط الدولية من أجل فرض مزيد من العقوبات على بلاده، بالإضافة إلى حثها المجتمع الدولي على مراجعة الاتفاق النووي العالمي، وتعديله بما يتناسب مع توجهات أمريكا نحو إيران.
وتابع "محاولات واشنطن كانت ذكية بالفعل، ولكن التحركات الإيرانية هي الأذكى، فخلال عامين فقط، هما عمر الاتفاق النووي، تمكنت طهران من عقد عدد كبير من التحالفات مع الدول الغربية الكبرى، وهو ما أدى إلى تواجد مصالح مشتركة كثيرة بينهم، فصار على الولايات المتحدة أن تفض هذه الارتباطات الاقتصادية والسياسية أولاً، قبل الحديث عن تعديل الاتفاق".
وأوضح الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن طهران بالفعل يمكنها أن تواصل العمل في إنتاج الصواريخ، فهي مسألة دفاعية بحتة، ولا يمكن مراجعتها فيها طالما أن العالم كله متأكد — من خلال بعثات التفتيش المختلفة — من أن إيران لا تخالف الاتفاق النووي، وأن الصواريخ التي يتم إنتاجها لا تحمل في الواقع أي أسلحة نووية.
وشدد على أنه على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتواصل بشكل أكثر جدية، ومباشر مع طهران، لتفادي الوقوع في خطأ اختيار الحليف أو الصديق غير المناسب، لأن خريطة التحالفات تتبدل في الوقت الحالي في منطقة الشرق الأوسط، حيث أصبح عدد من أصدقاء أمريكا بالأمس، إما أعداء لها أو أصدقاء لغيرها اليوم، وهي حسابات المصالح كما يعلم الجميع.
ولفت نور الدين إلى أن السعودية، وهي الحليف الأقرب للولايات المتحدة في المنطقة، بدأت تتراجع ببطء شديد ولكن ملحوظ، عن دعمها الكامل لأمريكا، التي تحاول أن تفرض عليها قيوداً كلما سنحت لها الفرصة، فتارة عمدت أمريكا لتجميد صفقات أسلحة للسعودية، وتارة أخرى تفرض عليها قانون "جاستا"، وكلها أمور لم تدرك الولايات المتحدة أنها قد تضع نهاية لصداقتها مع حليفها الأقرب.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال إن بلاده عازمة على مواصلة إنتاج الصواريخ مؤكدًا أنها لا تنتهك الاتفاقات الدولية. حيث ذكرت وكالة أنباء فارس أن روحاني قال في حديثه خلال حضوره صباح اليوم في مجلس الشورى الاسلامي للدفاع عن أهلية الوزيرين المرشحين للعلوم والطاقة: من أجل الدفاع عن أنفسنا وشعبنا وف لن نتردد في تصنيع وإنتاج وتخزين أي سلاح نحتاجه، واستخدامه للدفاع عن أنفسنا في الوقت اللازم.
