بدوره تحدث وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، للصحيفة الفرنسية عن الوجود الإيراني على الحدود قائلا: "لا نحب التهديدات الفارغة، ولا يمكننا الإدانة وإغماض عيوننا فحسب، ولكننا لا نضرب أيضا من دون حصول عدوان حقيقي من الجهة الأخرى"، غامزا إلى أن "حرب تموز 2006 اندلعت بعد أسر "حزب الله" لجنديين إسرائيليين".
واعتبرت الصحيفة أن استقالة الحريري قد تدفع الحزب للمزيد من ضبط النفس تجاه إسرائيل، ولفتت الى أن إسرائيل غيرت أيضا الخطوط الحمراء. فخلال سنوات الحرب في سوريا، لاحظنا رد إسرائيل على القذائف التي سقطت في الجولان، واستهداف إسرائيلي لشحنات الأسلحة المتوجهة إلى "حزب الله".
من جهته قال الباحث بمعهد دراسات الأمن القومي (INSS) في جامعة تل أبيب، يوئيل جوزانسكي: "لكن هذه الخطوط الحمراء تحركت بسبب التغيير: توجد أولا القوات الإيرانية إضافةً الى حزب الله على الحدود السورية واللبنانية، إضافة الى أن إيران تريد إنشاء قاعدة بحرية وأخرى جوية في سوريا الأمر الذي لن تقبل به إسرائيل".
وتتابع الصحيفة بحسب ما نقله "ليبانون 24": "منذ أشهر، حذر مسؤولون عسكريون إسرائيليون من تطوير مصانع أسلحة الصواريخ في جنوب لبنان وسوريا، كما يعتقدون أن حزب الله والإيرانيين يصنعون صواريخ أرض — بحر وأرض — جو ضد القوات الإسرائيلية".
من جانبهم، غير الإيرانيون صواريخ أرض جو SA2 التي باتت قديمة، منذ الـ1970، وبدأوا يصنعون صواريخ أرض — أرض.
والمعضلة بالنسبة لإسرائيل، هي ما سيكون ثمن الضربة، بحسب الصحيفة، فقد قال مصدر ديبلوماسي إسرائيلي لـ"لوموند": "إذا فكر الإيرانيون بأن بإمكانهم فرض توازن جديد في الردع المتبادل، فهم مخطئون".
في سياق متصل، ذكرت الصحيفة أنّ "حزب الله" عزز قوته، ومنذ بداية 2016، جمدت السعودية هبة بقيمة 4 مليارات كان الهدف منها دعم القوى الأمنية والجيش، بعد التخوف من أن تصل الأسلحة الى أيدي "حزب الله".
وأشارت الصحيفة الى أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قال في 10 تشرين الأول/ أكتوبر "توجد جبهة واحدة في سوريا ولبنان معا".
وتكمن إحدى مخاوف إسرائيل بالمشاركة المحتملة في الحرب لمقاتلين من أفغانستان، والعراق وباكستان، الذين يقارب عددهم الـ15 ألف في الحرب السورية، بحسب مصدر إسرائيلي لـ"لوموند".
وختمت الصحيفة بالقول: "لمواجهة هذا التهديد، تفكر إسرائيل باستغلال بعض الخلافات بين طهران وموسكو على المسرح السوري. فروسيا تفضل تعزيز قوة الجيش السوري أكثر من المجموعات التي لا تسيطر عليها".