مبينا أن سياسة التخويف هذه استخدمت في حملة ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أما الآن فهي تخدم أهداف مشروع أشمل.
ولفت الكاتب التركي في مقاله الذي ترجمه موقع "ترك برس" إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية تقدم يوميا الأخبار والتحليلات حول ماهية الأضرار التي تلحقها روسيا بالولايات المتحدة.
ومؤخرا نشر معهد للبحوث الاستراتيجية اسمه (Center For American Progress) تقريرا عن التهديد الذي تشكله روسيا على الولايات المتحدة، وعن ما ستفعله في الفترات القادمة. ويسرد التقرير المنشور الأسبوع الفائت جرائم روسيا.
ومن هذه الجرائم، حسب المعهد المذكور:
التسلل إلى شبكة الأمن السيبراني الأمريكي واستهداف المعلومات السرية للحكومة، والمعطيات الخاصة بعالم الأعمال، والبيانات الخاصة بالشخصيات العامة.
وتأسيس مساحة آمنة ضمن شبكة الأمن السيبراني الأمريكي قادرة على استهداف المواطنين الأمريكيين.
إضافة إلى الهجوم على الولايات المتحدة وحلفائها بدعوى قيامهم بعمليات تجسسية ضد الكرملين.
وكذلك البحث عن سبل من أجل الهجوم على الولايات المتحدة، وعلى الأخص في قطاعات من قبيل الطاقة والاتصالات والتمويل. وغيرها من التأثير على الناخبين الأمريكيين وآلايات اتخاذ القرار السياسي في الولايات المتحدة عن طريق الإعلام الاجتماعي.
وأيضا تنفيذ عمليات استفزازية وخطيرة ضد قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. واحتلال أراض تابعة لدولة أخرى بما يخالف مبادئ القانون الدولي.
وإلحاق الضرر بالمصالح الأمريكية من خلال التحركات التي تقوم بها في مختلف أنحاء العالم.
وتساءل الكاتب: فماذا يعني كل ذلك؟ أنا على قناعة بأن الولايات المتحدة تحتاج إلى ذريعة من أجل العودة إلى الشرق الأوسط. حتى تنظيم "داعش" لم يوفر هذه الذريعة، ولن توفرها نسخ أخرى من التنظيم.
وخلص الكاتب ألتون إلى أن التخويف من روسيا (روس فوبيا) يهدف بالضبط إلى تقديم هذه الذريعة. أعتقد أن بإمكاننا خلال الأيام القادمة أن نتوقع سماع خطاب "علينا أن نوقف روسيا عند حدها" بشكل أكبر في الولايات المتحدة.
وختم بالقول: وبما يتوافق مع هذا السياق، أدلى وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بتصريح يوم الجمعة الماضي، طمأن فيه مواطنيه قائلا: "صواريخ كوريا الشمالية الباليستية لا يمكنها ضرب الولايات المتحدة". بمعنى "نتوقف الآن لفترة عن شيطنة كوريا الشمالية. ونبحث لأنفسنا عن عدو جديد".