نواكشوط- سبوتنيك. وقال بوريطة في حديث لمجلة "جون أفريك" نشر الأحد، إن السياسة الأفريقية التي ينهجها الملك محمد السادس، فريدة من نوعها، بالنظر إلى طابعها المتعدد الأبعاد، "فهي بالتالي عرض اقتصادي، وأمني وديني وتقني، واأيضا وقبل كل شيء إنساني ووفي".
وتساءل "كيف يستطيع كيان افتراضي (البوليساريو) أن يجد مكانا له ضمن منظمة أفريقية تطمح إلى وضع مشاريع طموحة وملموسة لفائدة أفريقيا مثل منطقة التبادل الحر القارية، والسماء الأفريقية المفتوحة، والتصدي للتغيرات المناخية، أو تدبير تدفق الهجرة".
وفيما يخص العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، أكد الوزير بوريطة أن "المغرب لم يعد يرغب في شراكة تحت الطلب تحكمها المصالح الخاصة لأوروبا"، مشيرا إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالهجرة أو بالإرهاب تبذل المملكة جهودا ملموسة وتبرهن على أنها شريك وفي وموثوق به.
وقال "من حق المغرب عندما يتعلق الامر بمصالحه الاستراتيجية ألا يتم التعامل معه كنقطة بسيطة في جدول أعمال اجتماع".
وأضاف "لسنا جزء من أوربا لا على المستوى المؤسساتي أو الجغرافي، لكننا جزء من نفس المنطقة الجيوسياسية، وستكون أوروبا قصيرة النظر جيوسياسيا، إذا ما اعتبرت أن حدودها تنتهي في أسبانيا"، معتبرا أن هذه الحدود أصبحت اليوم تمتد إلى منطقة الساحل والصحراء.
وحول قرار المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، أكد الوزير بوريطة أن هذا القرار يتناسب مع "خطورة أفعال حزب الله، المدعوم من قبل هذا البلد، المهددة لأمن المملكة، مشيرا إلى أن "المغرب الذي يتوفر على دلائل وحجج دامغة، ما كان ليقدم ملفا إلى طهران إذا لم يكن قائما على حجج صلبة".
وأكد بوريطة أنه بالإضافة إلى "مباركتها لهذه الأعمال، قدمت الجزائر التغطية والدعم العملي"، موضحا أن "بعض الاجتماعات بين البوليساريو وحزب الله انعقدت في مكان سري جزائري معروف لدى الأجهزة الجزائرية، مستأجر من قبل سيدة جزائرية متزوجة من إطار بحزب الله، وتم تجنيدها كعميلة اتصال لحزب الله خاصة مع البوليساريو".
وبخصوص القرار الأخير الذي تبناه مجلس الأمن بشأن قضية الصحراء، أكد الوزير أنه "يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح"، مشيرا إلى أن القرار قدم الأجوبة الضرورية والتوضيحات اللازمة لقضايا لم تعد تحتمل البقاء معلقة".
وأوضح بوريطة أن هذه القضايا التي كانت في صلب المبادرات والمساعي التي تم القيام بها بمختلف العواصم، تهم شروط احترام وقف إطلاق النار، وهدف المسلسل السياسي، ودور الجزائر في هذا المسلسل، وعدم جدوى الجدل العقيم، بشأن قضايا من قبيل حقوق الانسان أو الموارد الطبيعية.
وأضاف "أنه لا يمكن لأي شخص عاقل الاعتقاد بأن حل قضية الصحراء ممكن بدون الجزائر"، مشيرا إلى أن خطاب الجزائر حول هذه القضية يكتنفه الكثير من التناقض والغموض فهي تنكر الواقع الخارجي، وتصر على أن نزاع الصحراء لا يهم سوى المغرب والبوليساريو.
وأكد بوريطة أن النظام الجزائري الذي يواجه أزمات خطيرة، مؤسساتية وسياسية واقتصادية واجتماعية ، يستمد استمراره حتى الآن من المشاكل والتوترات التي يخلقها، أو التي ينوي خلقها من أجل صرف انتباه الجزائريين عن انشغالاتهم الحقيقية.
وذكر الوزير بأنه في ما يتعلق باتفاقات وقف إطلاق النار، طالب مجلس الأمن بانسحاب البوليساريو الفوري من منطقة كركارات، معتبرا أن وجودها غير قانوني وغير شرعي، وأشار إلى أن "جبهة البوليساريو بحكم تعريفها، ميليشيا مسلحة — وللتذكير: كيان غير معترف به من قبل الأمم المتحدة — فإن جميع أنشطتها مهما كانت طبيعتها، لا يمكن اعتبارها إلا عسكرية".
وأضاف أن "المظاهرات" في شرق المنظومة الدفاعية المغربية ، و"التجمعات" المنظمة في بئر لحلو أو تيفاريتي، أو "المنشآت الإدارية" التي تحاول البوليساريو أحداثها في هذه المنطقة، هي الآن يعتبرها مجلس الأمن "أعمالا مزعزعة للاستقرار" يجب أن تتوقف.