ووفقا للموقع الإلكتروني "عرب 48". وهذه الرواية بشأن اغتيال المبحوح لم تنشر من قبل، ولم تحصل على تأكيد رسمي من جهات إسرائيلية، وقد نشرتها الصحيفة الفرنسية تحت عنوان "ظل الموساد يحلق في باريس"، وذلك استنادا إلى مسؤولين كبار في الأجهزة الاستخبارية الفرنسية، الذين أكدوا أن عملية اغتيال المبحوح ليست الوحيدة التي نفذت من فندق باريسي، وإنما "تحولت باريس إلى مركز للنشاط الدولي للموساد الإسرائيلي".
وكتبت الصحيفة أيضا أن الموساد يشعر بالراحة في العمل من باريس. ونقلت عن مسؤول استخباري فرنسي قوله إن "المدينة (باريس) هي ملعب بالنسبة للموساد"، مضيفا "رغم أن الصينيين والروس هم أعداؤنا، ولكن يجب ألا ننسى أن الإسرائيليين والأمريكيين يتصرفون بعدوانية كبيرة".
وأضاف أن "قدرتنا على رد الفعل على أفعالهم محدودة، فهم يسارعون إلى استخدام الورقة الدبلوماسية، وتقديم شكوى إلى مكتب رئيس الحكومة والرئيس الفرنسي". وبحسبه فإن "أيدي فرنسا مكبلة"، لكونها "متعلقة بإسرائيل في الكثير من القضايا الحساسة".
ورغم أن تقارير سابقة تحدثت عن أن اثنين من بين 11 من العملاء الذين شاركوا في عملية الاغتيال وصلا إلى دبي، في رحلة جوية عن طريق شركة "إيرفرانس" من باريس، إلا أنه ساد اعتقاد في وسائل الإعلام الأجنبية أن غرفة عمليات الموساد كانت تدار من النمسا، أو من أي مكان أوروبي آخر، إلا أن صحيفة "لوموند" تؤكد أن مركز الرصد والتحكم الإسرائيلي كان في قلب باريس.
وكتبت الصحيفة أنه في أعقاب عملية الاغتيال التي أثارت عاصفة دولية، وتسببت بأزمة مع بريطانيا بسبب استخدام العملاء جوازات سفر أوروبية، كما قدمت فرنسا شكوى إلى رئيس الموساد في حينه، مائير داغان، بسبب استخدام جوازات سفر فرنسية.
ونقل عن رئيس دائرة التحقيقات في الشرطة الفرنسية قوله إن الشكوى كانت طريقة لنقل رسالة، مفادها أن الحديث عن تجاوز لا يحتمل للحدود.
وفي محادثة أجرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" مع معد التقرير للصحيفة الفرنسية، جاء أن التقديرات تشير إلى أن الفرنسيين هددوا بتجميد عملية تبادل المعلومات بين الأجهزة الاستخبارية للطرفين.
وأضاف معد التقرير أن كبار المسؤولين في الأجهزة الاستخبارية الفرنسية اعتبروا استخدام جوازات السفر الفرنسية استفزازا.
ولم تكن عملية اغتيال المبحوح الوحيدة، حيث يستعرض التقرير عمليات كثيرة، تدعي الصحيفة أن الموساد وجهات إسرائيلية أخرى أداروها على الأراضي الفرنسية، وبينها محاولة إسرائيلية فرنسية مشتركة لتجنيد عميل سوري حاول شراء سلاح كيميائي، ومحاولة شركة إسرائيلية تنفيذ عمليات تنصت على المجلس الأوروبي في بروكسل، إضافة إلى نشاط الشركة الأمنية الإسرائيلية "بلاك كيوب" التي تفعّل مكاتب لها في باريس.
وأضافت أن السبب في أن الموساد وأجهزة تجسس أجنبية أخرى جعلوا من باريس عاصمة استخبارية هو كثرة المؤتمرات الدولية فيها، والزيارات المتواترة لرؤساء الدول الأفريقية، والجاليات الدولية الكثيرة هناك.
وكتبت "لوموند" أيضا أنه في الوقت الذي يواصل فيه الموساد العمل في باريس بحرية نسبية، فإن مصدرا في الخارجية الفرنسية يقول إن "الإسرائيليين باتوا أكثر حذرا مقارنة بالسابق، فهم لا ينفذون اغتيالات على الأراضي الفرنسية، ويتلقون مساعدات أقل من اليهود الفرنسيين".