وردا على سؤال للإعلامية نوران عطالله خلال نشرة أخبار "القاهرة والناس" أشار الخبير المصري إلى أن ترامب ألف عدة كتب باعتباره خبيرا في صفقات العقارات وصاحب نشاط تجاري كبير وناجح، ومن أراد أن يفهم سلوك الرئيس ترامب في مثل هذه الأزمات، عليه أن يقرأ كتاب "فن الصفقة" (عبارة عن سيرة ذاتية كتبت عام 1987)، لأن هذا الكتاب هو ما يفعله ترامب الآن بالضبط (مع إيران).
وتابع: هو (ترامب) يسعى إلى صفقة بالتأكيد، لا يمارس ضغوط من أجل تحقيق الأهداف المباشرة، التي يريدها من إيران، ولا ينتظر أن ترضخ بسبب العقوبات، مهما كانت الأطراف التي قد تشاركه (في تنفيذها).
وأشار الخبير إلى أن الوضع الإيراني الداخلي نفسه، وما نتابعه من مظاهرات في مدن كبرى احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية، ربما يدفع السلطات الإيرانية إلى إبداء مرونة في عقد صفقة جديدة لتفادي آثار هذه العقوبات.
وتم إبرام اتفاق بين إيران والوسطاء الدوليين الستة (روسيا، الولايات المتحدة، بريطانيا، الصين، فرنسا، ألمانيا) في يوليو/ تموز 2015، يفرض قيودًا على تطوير البرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية والمالية.
وفي 8 مايو/ أيار، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الانسحاب من الصفقة الإيرانية واستئناف العقوبات في المستقبل إلى أن تغير السلطات الإيرانية سياساتها الداخلية والخارجية، فيما أعلن باقي الأعضاء التزامهم بالاتفاقية.
وأكدت السلطات الأمريكية، اليوم، أنها ستعيد تدريجيا فرض العقوبات على إيران، تلك التي كانت قد ألغيت في إطار خطة العمل الشاملة.
ودخلت الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية ضد إيران حيز العمل رسميا، أمس الثلاثاء، وتركز على القطاعات المالية والتجارية والصناعية.
ووصف ترامب في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، هذه العقوبات بأنها "الأشد التي يتم فرضها، وفي نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ستصعد إلى مستوى آخر، وكل من يعمل مع إيران لن يعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية، أنا لا أطمح لأقل من سلام عالمي".
The Iran sanctions have officially been cast. These are the most biting sanctions ever imposed, and in November they ratchet up to yet another level. Anyone doing business with Iran will NOT be doing business with the United States. I am asking for WORLD PEACE, nothing less!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) August 7, 2018
لكن قبل دخول العقوبات حيز التنفيذ قال ترامب إنه مستعد للقاء القادة الإيرانيين "دون شروط مسبقة وفي أي وقت أرادوه"، وهو ما أعربت إيران عن رفضه، في الوقت الذي قيل فيه إن سلطنة عمان تحاول التوسط للتهدئة.
وتشمل الحزمة حظر تبادل الدولار مع الحكومة الإيرانية، إضافة لحظر التعاملات التجارية المتعلقة بالمعادن النفيسة، ولاسيما الذهب، وفرض عقوبات على المؤسسات والحكومات، التي تتعامل بالريال الإيراني أو سندات حكومية إيرانية.
كما تشمل حظر توريد أو شراء قائمة من المعادن أبرزها الألومنيوم والحديد والصلب، وفرض قيود على قطاعي صناعة السيارات والسجاد في إيران.
أيضا تفرض العقوبات الجديدة قيودا على إيران بخصوص استيراد أو تصدير التكنولوجيا المرتبطة بالبرامج التقنية الصناعية، ذات الاستخدام المزدوج المدني والعسكري.
كما تحظر العقوبات بيع طائرات الركاب وقطع غيارها إلى إيران، ودخول الشركات الأجنبية إلى قطاع السيارات الإيراني.