إسرائيل تشتكي "المحكمة الجنائية الدولية"

قدمت إسرائيل شكوى رسمية أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد بعض القضاة العاملين فيها.

أفادت القناة العاشرة العبرية بأن إسرائيل قدمت احتجاجا رسميا للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، نتيجة لبحث بعض القضاة شكوى الطرف الفلسطيني ضد إسرائيل نفسها، بشأن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة "الجرف الصامد".

تسييس المحكمة

كتبت القناة الإسرائيلية، مساء اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل رفعت شكوى ضد المحكمة الجنائية الدولية، قبل عدة أيام، بسبب ما أسمته بـ"التسيسس"، بشأن بحث قضاة المحكمة الدولية شكوى الفلسطينيين بسبب ما جرى لهم جراء الحرب الإسرائيلية على غزة، في العام 2014.

وكانت إسرائيل ارتكبت جرائم حرب، في يوليو/تموز من العام 2014، حينما قتلت الآلاف من الفلسطينيين وأصابت آخرين، في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، والمسماه بـ"الجرف الصامد".

ومن بين ما ناقشه قضاة المحكمة الدولية بناء مستوطنات غير شرعية، فضلا عن شكوى ارتكاب جرائم حرب خلال الحرب نفسها، وبأن التحقيق الدولي ضد إسرائيل تم فتحه في الثالث عشر من شهر يوليو/ تموز الماضي.

لقاء مشترك

وأكدت القناة على موقعها الإلكتروني أن مسؤولين إسرائيليين بارزين من وزارتي، الخارجية والقضاء، التقيا مسؤولين من محكمة الجنائية الدولية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، لتقديم الشكوى، وبشكل رسمي.

ونقلت القناة العبرية على لسان قضاة المحكمة الجنائية الدولية أنهم لا يتدخلون في مسارات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا طائل لهم به، وأنه يقومون بواجبهم تجاه الشكاوى التي تقدم طرفهم فحسب.

تأسست المحكمة الجنائية الدولية، سنة 2002، كأول محكمة قادرة على محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب وجرائم الاعتداء.

منظمة دولية

تعمل هذه المحكمة على إتمام الأجهزة القضائية الموجودة، فهي لا تستطيع أن تقوم بدورها القضائي ما لم تبد المحاكم الوطنية رغبتها، أو كانت غير قادرة على التحقيق، أو الادعاء ضد تلك القضايا، فهي بذلك تمثل المآل الأخير. فالمسؤولية الأولية تتجه إلى الدول نفسها، كما تقتصر قدرة المحكمة على النظر في الجرائم المرتكبة، بعد 1 يوليو/تموز 2002، تاريخ إنشائها، عندما دخل قانون روما للمحكمة الجنائية الدولية، حيز التنفيذ.

محاكمة مجرمي الحرب

وتسعى الجنائية الدولية كمنظمة دولية دائمة إلى وضع حد للثقافة العالمية المتمثلة في الإفلات من العقوبة، وهي ثقافة قد يكون فيها تقديم شخص ما إلى العدالة لقتله شخصا واحدا أسهل من تقديمه لها لقتله مئة ألف شخص مثلا، فالمحكمة الجنائية الدولية هي أول هيئة قضائية دولية تحظى بولاية عالمية، وبزمن غير محدد، لمحاكمة مجرمي الحرب، ومرتكبي الفظائع بحق الإنسانية، وجرائم إبادة الجنس البشري.

تعد المحكمة الجنائية هيئة مستقلة عن الأمم المتحدة، من حيث الموظفين والتمويل، وقد تم وضع اتفاق بين المنظمتين يحكم طريقة تعاطيهما مع بعضهما من الناحية القانونية.