ونقل الموقع الإلكتروني الإسرائيلي "واللا"، أمس الجمعة، ما قالته وزارة الخارجية القطرية من أن موقفها من القضية الفلسطينية لم يتغير، وبأن وساطة قطر تتم بالتراضي وبطلب الجانب الفلسطيني الذي يثمن المواقف القطرية.
لإعادة الإعمار
أوضح المحلل السياسي للموقع، طال شيلو، أن تقرير أو بيان الخارجية القطري، الذي نشرته، أمس، الجمعة، بعد تقرير الموقع نفسه "واللا"، أول أمس الخميس، يؤكد عقد لقاء سري بين ليبرمان وآل ثاني في قبرص، وبأن الدوحة تعترف علنا بعقد لقاءات سرية بين مسؤولين قطريين ونظرائهم الإسرائيليين، دون تحديد أسماء أو شخصيات بعينها.
وأفاد الموقع الإلكتروني العبري بأنه رغم التوتر بين دول الخليج وقطر، فإن الكثيرين أعلنوا رفضهم للقاء السري الذي جمع ليبرمان بآل ثاني، من بينهم أنور قرقاش، وزير الشؤون الخارجية الإماراتي، الذي كتب تغريدة له عبر حسابه الشخصي بموقع "تويتر".
قرقاش والخليج
وقال قرقاش في تغريدات له عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، "غريب أمر قطر وإعلامها ورفاق طريقها في موضوع التطبيع مع إسرائيل، تنشر وتروج إشاعات التطبيع بشأن جيرانها، بينما اتصالاتها موثقة ومستمرة وآخرها جملة من الاتصالات مع تل أبيب حول غزة، الأخبار الكاذبة والعمى الحزبي مفضوح".
وقمة التسييس فيما نراه حين يفتي القرضاوي فتواه الشاذة بشأن الحج ويصمت حيال التطبيع والإتصالات القطرية مع إسرائيل، هي الحزبية البغيضة في بحثها عن المال وأحلام السلطة.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) ٢٣ أغسطس ٢٠١٨
وعلى الرغم من نفيه تدخله في التهدئة أو ملف التسوية مع حركة "حماس" في قطاع غزة، وبأنه لا يؤمن بالاتفاق من أساسه، فإن الموقع الإلكتروني الإسرائيلي نفسه "واللا"، أكد أن اللقاء الذي جرى، في شهر يونيو/حزيران الماضي، بينه وآل ثاني عقد لمناقشة ملف التهدئة في غزة، ولمحاولة إتمام صفقة تبادل أسرى مع الحركة الفلسطينية نفسها.
زيارات متكررة
وذكر الموقع الإسرائيلي أن محمد العمادي، السفير القطري في غزة، والمسؤول عن إعادة إعمار قطاع غزة، التقى سرا بوزير الدفاع الإسرائيلي في قبرص، خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، ليعود ويؤكد الموقع العبري بأن العمادي يزور غزة في أكثر من مناسبة، ويتنقل في الأراضي الفلسطينية بحرية.
وأكد الموقع العبري أن العمادي زار اسرائيل، غير مرة، وليس بحاجة للسفر إلى قبرص للقاء الوزير الإسرائيلي، سرا.
قام ابن عبد الرحمن آل ثاني، في يونيو/ حزيران الماضي، بجولة لمواجهة المساعي الخليجية والسعودية لتشديد الحصار الاقتصادي المفروض على قطر، وكان يقوم بزيارة في العاصمة البلجيكية، بروكسل، حيث التقى بمجموعة من المسؤولين الأوروبيين، قبل التوجه إلى روما للقاء المسؤولين الإيطاليين، ومنها إلى إيرلندا، ومنها للولايات المتحدة الأمريكية.
طائرة أميرية
وأوضح المحلل السياسي للموقع، طال شيلو، أن قطر من بين الدول الرئيسة في خطة ترامب الداعية للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة بـ"صفقة القرن"، وبأنه سبق وأن التقى مسؤولين إسرائيليين بنظرائهم من القطريين، حيث التقت ـ على سبيل المثال ــ تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية السابقة، وسيلفان شالوم، الوزير السابق بنظرائهما القطريين، في عام 2000، ولكن تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة، في عام 2008 —2009، المعروفة باسم "الرصاص المصبوب"، في القطيعة بين البلدين، بما يعني جفاء لا قطيعة بينهما.
حرب الجرف الصامد
وعلى الرغم من ذلك، منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة "الجرف الصامد"، في عام 2014، تقوم قطر بالوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين، خاصة في مسألة صفقة "تبادل الأسرى"، وكذلك في المشاريع الإنسانية في غزة.
وأفاد الموقع العبري بأن ليبرمان ناقش مع المسؤولين القبرصيين خلال زيارته للارانكا، بناء ميناء فلسطيني في قبرص، ليعود بعدها العمادي ويصرح للقناة الإسرائيلية "كان" بأن حماس لا تعارض إقامة ميناء في قبرص، مع رقابة دولية.
حليف استراتيجي
وأنهى الكاتب الإسرائيلي، طال شيلو، تقريره على الموقع الإلكتروني العبري "والا"، بأن قطر من بين الحلفاء الأساسيين للولايات المتحدة، وتقوم بتكوين علاقات طيبة مع مسؤولين أمريكيين بارزين، منهم يهود، وبأن الدوحة حليف لإسرائيل في مواجهة الإرهاب، وكذلك تقوم بدور رئيس لتحسين الوضع في قطاع غزة، وإيجاد حلول لإتمام صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل.
بيد أن الصحيفة الإسرائيلية أكدت أن الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة توصلا مع الدوحة بهدف تقديم قطر لمساعدات مادية للأزمة الإنسانية في غزة، وبأن الطرفين، الأمريكي والأممي، حاولا التواصل مع أطراف عربية أخرى، ممثلة في السعودية والإمارات، ولكن يبدو أنهما رفضا تقديم مساعدة مادية لغزة.