وأضاف المندوه، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس 8 نوفمبر/ تشرين الثاني، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما زال يواصل ضغوطا قوية على السلطة الفلسطينية، بشكل مباشر وغير مباشر، رغبة منه في الانتهاء من صفقة القرن، التي وضع خطوطها العريضة ويحاول أن يطبقها لتكون أمر واقع على الأرض يفرضه على الفلسطينيين.
وأوضح السياسي الفلسطيني، المنتمي إلى حركة فتح، أن ما فعله ترامب لن يمر دون خسائر فادحة للجميع، فمن ناحية هو قتل الوجود الأمريكي كوسيط نزيه في عملية السلام، وبالتالي لن تكون الولايات المتحدة سوى طرف أساسي وشريك للإسرائيليين في الاعتداءات، ما يستدعي وجود شركاء آخرين يتمتعون بالنزاهة والحيادية لرعاية القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن السلطة الفلسطينية تتوجه بالفعل إلى دول أخرى، لتكون راعية للقضية الفلسطينية، ولتكون وسيطا محايدا حال بدء أي مفاوضات جديدة مع الطرف الإسرائيلي، وبالتالي فإن إسرائيل بدورها تخسر وسيطا كان يميل إليها، لأن الجميع يعلمون كيف كانت الولايات المتحدة تضغط على الفلسطينيين لقبول ما يطلبه الإسرائيليون.
وشن عريقات خلال منتدى عمان الأمني، الذي يعقد في الجامعة الأردنية، هجوما لاذعا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متسائلا: "هل طورت تقنيات تقتل الأفكار بالرصاص، كما الأجسام؟ هل يحق لك أن تملي قراراتك على الفلسطينيين، أو القيام بتقويض حل الدولتين؟ "، كما تساءل: "ما الذي يريده ترامب بالضبط؟ "، وفقا لوكالة "سما".
وقال إن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على القدس الشرقية والغربية "هو خرق للقانون الدولي، وينتهك حظر الاستيلاء غير المشروع للأراضي بالقوة، فضلا عن أنه ينتهك حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير"، مشيرا إلى أن "الرئيس ترامب كان قد وعد بعدم اتخاذ أي قرار فيما يتعلق بالقدس"، مؤكدا أن ما جرى "يشير إلى أن واشنطن غير مؤهلة للسير في عملية السلام".
وفيما يتعلق بما يعرف بـ"صفقة القرن"، أوضح عريقات "أن الأمريكيين بدأوا بالفعل بتطبيقها"، وما يؤكد ذلك "نقل الولايات المتحدة سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وإيقاف الدعم الذي كانوا يقدمونه لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والبالغ قيمته 400 مليون دولار، فضلا عن اغلاق المكتب التمثيلي للسلطة الوطنية الفلسطينية في واشنطن. وختم عريقات حديثه، متسائلا "ما الذي سيحدث في غياب قرار حل الدولتين؟ ".