إلى جانب ذلك، برزت العديد من التحديات التي واجهتها تركيا، خلال العام 2018، الذي يطوي صفحاته بعد أيام، على الساحة الداخلية والخارجية، أبرزها العلاقات مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، ومع روسيا وإيران وكذلك العلاقة مع إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وكان من بين الأحداث البارزة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي هزت العالم بأسره، وهو الحدث الذي أتاح لتركيا أن تكون لاعبا قويا أمام الولايات المتحدة والسعودية.
وطوال العام الجاري، شهدت العلاقات التركية الأمريكية تصاعدا وتوترا كبيرا على خلفية اعتقال القس الأمريكي، أندرو برونسون، والذي تم إطلاق سراحه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بالإضافة للأزمة التي شهدتها الليرة التركية في أعقاب هذا التوتر، الذي بدأ ينخفض بعد إطلاق تركيا سراح القس.
كما شهد العام الجاري، تطورا في العلاقات التركية الروسية، والتي وصلت لحد التعاون العسكري وصفقات لبيع تركيا المنظومة الدفاعية أس- 400.
تمديد حالة الطوارئ
عملية غصن الزيتون
أطلق الجيش التركي بالتعاون مع فصائل "الجيش السوري الحر" عملية "غصن الزيتون" في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، بذريعة تطهير مدينة عفرين شمال غرب سوريا من وحدات حماية الشعب الكردية ليعلن بعد ذلك الرئيس التركي يوم 18 مارس/ آذار سيطرة جيش بلاده وفصائل الجيش الحر المدعومة منه على المدينة.
وأسفرت العملية، التي استمرت 58 يوما، عن مقتل 55 جنديا تركيا وإصابة 225 آخرين بحسب الأرقام الرسمية.
الانتخابات المبكرة
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 18 أبريل تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية من نوفمبر 2019 إلى 24 يونيو بعد اجتماعه مع رئيس حزب "الحركة القومية" المعارض دولت بهجلي.
وفاز أردوغان بولاية رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات في الانتخابات التي جرت يوم 24 يونيو/حزيران حيث شكل فوزه خطوة هامة نحو انتقال البلاد رسميا إلى النظام الرئاسي وتعزيز سلطاته.
وأصدر أردوغان عددا من المراسيم التشريعية التي تهدف إلى تعزيز سلطته في البلاد كان أبرزها إلغاء منصب رئيس الوزراء ونقل بعض صلاحياته للرئيس بموجب مرسوم صدر في 4 يوليو/تموز.
وفي 10 يوليو أعلن أردوغان تشكيل حكومته الجديدة بعد الانتقال إلى النظام الرئاسي والتي ضمت نائبا للرئيس و16 وزيرا.
العلاقات الروسية التركية
ودشن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في 3 أبريل محطة أكويو الكهروذرية التي تشيدها روسيا في ولاية مرسين جنوبي تركيا، كما حضر الرئيسن الروسي بوتين و التركي أردوغان حفلا أقيم في 19 نوفمبر/تشرين الثاني بمدينة إسطنبول بمناسبة انتهاء بناء الجزء البحري من خط أنابيب نقل الغاز "التيار التركي".
ووقعت روسيا وتركيا في 17 سبتمبر/أيلول على اتفاقية حول إقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية بعد لقاء جمع الرئيسان الروسي بوتين والتركي أردوغان في مدينة سوتشي الروسية.
وانعقدت في 28 أكتوبر/تشرين الأول بمدينة إسطنبول قمة رباعية لبحث الملف السوري ضمت رؤساء روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا.
العلاقات التركية الأمريكية
وبعد الضغط الأمريكي على تركيا اضطرت الأخيرة لإخلاء سبيل برونسون في 12 أكتوبر/تشرين الأول وفي المقابل رفعت أمريكا في 2 نوفمبر العقوبات التي فرضتها على وزيري العدل والداخلية في تركيا في أغسطس/آب.
العلاقات التركية الإسرائيلية
وتأزمت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل على خلفية الأحداث التي جرت على الشريط الحدودي مع قطاع غزة وقتل الجيش الإسرائيلي لعدد كبير من المتظاهرين الفلسطينيين خلال مشاركتهم في "مسيرات العودة" حيث قررت تركيا يوم 15 مايو إبعاد السفير الإسرائيلي في أنقرة إيتان نائيه عن أراضيها كما طلبت في 16 مايو من القنصل الإسرائيلي في إسطنبول يوسي سفري ليفي مغادرة البلاد لـ "بعض الوقت" وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني قررت إسرائيل تخفيض تمثيلها الدبلوماسي لدى تركيا وعدم تعيين سفير جديد.
مقتل خاشقجي
حوادث داخلية
وشهدت تركيا حوادث قطارات مروعة أولها كان يوم 8 يوليو/تموز في ولاية تكيرداغ شمال غرب البلاد وأسفر عن مقتل 24 شخص وإصابة 318 آخرين والثاني في أنقرة يوم 13 ديسمبر/كانون الأول عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 86 آخرين.
وقتل 4 عسكريين أتراك وأصيب آخر بجروح في 26 نوفمبر إثر سقوط مروحيتهم في حي سكني وسط مدينة إسطنبول وتحطمها.