أردوغان أمام خيار صعب بين "إس-400" و"إف-35"

© Sputnik . Sergey Guneev / الانتقال إلى بنك الصوررجب طيب اردوغان
رجب طيب اردوغان - سبوتنيك عربي
تابعنا عبر
لم تكد الحكومة التركية أن تنتهي من الانتخابات المحلية التي لم يحظ فيها حزب "العدالة والتنمية" بنصيب الأسد وفقا للمؤشرات الأولية، علاوة على الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، إلا وطرقت الباب أزمة جديدة تضع تركيا أمام اختيارات صعبة، تتطلب حنكة سياسية للخروج منها وفقاً لرأي خبراء ومحللين.

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف - سبوتنيك عربي
تركيا: صفقة "إس 400" مع روسيا سارية المفعول ونبحث أوقات التسليم
جو معكرون، الباحث في المركز العربي بواشنطن، قال في اتصال مع "سبوتنيك" اليوم الثلاثاء، "إن القرار الأمريكي بشأن الجزء التركي المشارك في تصنيع الطائرة الأمريكية F35 كان متوقعا، وهناك خطوات تصعيدية منذ أشهر تشمل وقف الاعتماد على تركيا لتأمين قطع لتصنيع طائرات"إف — 35".

وأضاف معكرون، "الولايات المتحدة ربطت بين هذا الأمر وبين الموعد المفترض لاستلام أنقرة نظام الدفاع الجوي "إس —400"، المقرر في شهر يوليو/ تموز المقبل، وأنقرة لم تعط واشنطن بعد جوابا واضحا حول ما إذا ما كانت ستستلم تلك المنظومة رسميا من موسكو أم لا".

وأشار الباحث في المركز العربي بواشنطن، إلى أن رد الفعل التركي على قرار واشنطن الأخير يعتمد على كيف سيقرأ أردوغان نتائج الانتخابات البلدية، واذا ما سيقرر إجراء تغييرات على سياساته الخارجية.

واللافت وفقا لمعكرو، أن "البنتاغون" أعلن قرار وقف تسليم المعدات بعد يوم من الانتخابات البلدية التركية لتذكير أنقرة بهذا الأمر عشية اجتماع الحلف الأطلسي في واشنطن يوم الخميس المقبل.

استيعاب الموقف

وتوقع معكرون، أن "تحاول حكومة أردوغان استيعاب الموقف الأميركي عدم إعطاء جواب واضح حول إذا ما كانت ستستلم منظومة "إس — 400" الروسية، وبالتالي استدراج إدارة ترامب لإعطاء تنازلات بالمقابل".

وتساءل الباحث في  المركز العربي بواشنطن: "هل أردوغان مستعد للتنازل عن "إف — 35" مقابل حصوله على "إس — 400"، وفي حال حدث ذلك هل سيؤدي الأمر إلى خلاف أوسع وتباعد عملي بين واشنطن وأنقرة؟".

وأضاف: "المحصلة النهائية في اعتقادي، أن الطرفين الأميركي والتركي سيستمران في إدارة خلافاتهما، ولا اعتقد أن يتسبب هذا الأمر بقطيعة بينهما".

الإنذار الأخير

وعلى الجانب الآخر قال محمد زاهد جول المحلل السياسي التركي في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك" اليوم الثلاثاء، "لا اعتقد أن تركيا تقوم بالتضحية بعدد من الشركات التركية العاملة في تلك المنظومة التصنيعية المشتركة بين 14 دولة، في مقابل الحصول على منظومة "400 الروسية"، فالنظامان متضادان على طول الخط".

وأشار جول إلى أن "أنقرة ربما أرادت من وراء صفقة "إس 400" أن تضغط على الإدارة الأمريكية بشأن عمليات سياسية ومنظومات دفاعية أخرى، وفي الوقت ذاته لا تستطيع وضع المنظومة الروسية على الأراضي التركية، لأن منظومة التسليح التركي كلها أمريكية".

وأوضح جول، أن "الأمر يحتاج إلى قرار سياسي لتصحيح الكثير من الأوضاع الداخلية ومحاولة خلق تفاهمات خارجية جديدة"، مضيفا أن "وزير الخارجية التركي اليوم في الولايات المتحدة وقد يكون من المناسب إعلان الموقف التركي حول استلام المنظومة الروسية من عدمه واضحا".

واستطرد  جول، "أعتقد أن الإدارة الأمريكية وجهت إنذارها الأخير إلى تركيا حول هذا الأمر، ولا أتصور تضحية أنقرة بكل تلك العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب، وفي نفس الوقت لا تريد خسارة علاقتها بموسكو، وسوف تحمل الأيام القادمة مفاجآت".

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)أمس الإثنين، إنها اتخذت خطوات بديلة تضمن عدم تأثر إنتاج "إف — 35" إذا انسحبت تركيا من برنامج تصنيع الطائرة، وأكدت وقف تزويد تركيا بمكونات خاصة بالطائرة.

وجاء في بيان وزارة الدفاع الذي نقلته قناة "سي أن أن" الأمريكية، "حتى يتم اتخاذ قرار غير مشروط من الجانب التركي بالتخلي عن استيراد "إس-400"، فإنه سيتم إنهاء الإمداد والأنشطة المتعلقة بتزويد تركيا بالقدرة التشغيلية المرتبطة بطائرات "إف — 35"، مشيرة إلى أن الحوار مع تركيا حول هذه القضية المهمة مستمر".

وأكدت تركيا، في وقت سابق، أنها تراعي مصالحها فيما يتعلق بشراء منظومة "إس-400" من روسيا، التي تلقى رفضا من جانب الولايات المتحدة، متوقعة تسلم الدفعة الأولى من المنظومة في يوليو/ تموز.

يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان قد صرح في مستهل لقائه بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الشهر الماضي، بأن بلاده تتعرض لضغوطات كبيرة من الولايات المتحدة بسبب صفقة شراء منظومات الدفاع الجوي الروسية "إس-400".

وتم توقيع اتفاقية توريد "إس-400" لتركيا في ديسمبر/ كانون الأول 2017 في أنقرة، وتحصل تركيا بموجب هذه الاتفاقية على قرض من روسيا لتمويل شراء المنظومة جزئيا.

وأثار نبأ تعاقد تركيا على شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية حفيظة واشنطن، التي ترى ضرورة أن تشتري تركيا معدات عسكرية من صنع أمريكي أو أطلسي لكونها عضوا في حلف شمال الأطلسي.

ويرفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاستجابة لطلب واشنطن، حليف أنقرة في حلف الناتو، بشأن إيقاف صفقة شراء منظومة "إس 400" الصاروخية الروسية.

شريط الأخبار
0
للمشاركة في المناقشة
قم بتسجيل الدخول أو تسجيل
loader
المحادثات
Заголовок открываемого материала