ورغم تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن المحادثات مع أمريكا ممكنة، جدد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، رفضه التفاوض مع واشنطن، فيما توعد الحرس الثوري الإيراني بمفاجآت للجيش الأمريكي في البحر.
معطيات جديدة
صباح زنكنة المحلل السياسي الإيراني قال، إن "تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران غير متزنة"، مؤكدًا أن "تغير لهجة واشنطن جاءت بعد زيارته الأخيرة لليابان".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "زيارة ترامب لليابان أعطتته معطيات جديدة للأزمة، حيث لاحظ أن حلفاءه في شرق آسيا يشكون من ضغوطه عليهم".
ترامب يعلن من اليابان:
— د.عـبدالله العـمـادي (@Abdulla_Alamadi) May 27, 2019
1. لا نريد تغيير النظام الإيراني
2. لا نريد إلحاق الأذى بإيران
3. لا أريد رؤية فظاعات تحدث
4. اليابان بإمكانها حل أزمتنا مع طهران
أي إشارة إيجابية من طهران تعني أنه لا جدوى من قمم السعودية الثلاث.
ترامب تاجر ملول ومتلهف لمكاسب سريعة والرياض حركتها بطيئة. pic.twitter.com/14BdbG4gwL
وأكد أن "ترامب أدرك أن إيران دولة كبيرة لا يمكن أن تخضع لتهديدات أو لضغوط سياسية أو إعلامية، وأن عليه التعامل باحترام أكبر مع طهران".
وأشار إلى أن "ترامب أدرك أن عليه تبني طريقة للوصول إلى حلول بعيدًا عن العنجهية، والتهديدات المسلحة بحاملة طائرات أو غيرها".
أسباب الرفض الإيراني
وبشأن تصريحات خامنئي الرافضة للتفاوض، قال زنكنة إن "مسؤولي إيران يرون أن الحوار مع واشنطن مع وجود بعض الأشخاص على رأسهم بولتون وبومبيو لن يفيد، كما حصل مع مباحثات كوريا الشمالية".
واستطرد "إيران ليس لديها الوقت الكافي للجلوس حول طاولة التفاوض لمجرد التقاط الصور، فهي تدعو إلى اتخاذ قرار صحيح من أجل إنهاء الوضع القائم".
خامنئي يُهدد مجددًا بزوال إسرائيل والنظام الأميركي حال مهاجمة إيران عسكريًا.. pic.twitter.com/D6v2UImkrQ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 23, 2019
ومضى قائلًا "إذا كان ترامب يريد العودة إلى الاتفاق النووي، بإمكانه العودة عن طريق إلغاء كل القرارات التي اتخذها إلى الآن".
وبسؤاله عن تهديدات الحرس الثوري لأمريكا، أجاب "الحرس الثوري يطرح ما توصل إليه من منتجات وأسلحة، لكن القرار السياسي بيد إيران، وهي ملتزمة بعدم التصعيد أو الدخول في حرب، لكن أي عملية تهدد مصالح طهران في المنطقة أو في الداخل الإيراني سيكون له عواقب وخيمة على القوة المعتدية ومن تحالف معها دون أي تردد".
ضغوط أمريكية
من جانبه قال محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، إن "هناك أطرافًا دولية تقوم بدور الوساطة لتهدئة الأوضاع بين إيران وأمريكا، وهي قطر والصين واليابان".
وأضاف في تصريحات سابقة لـ"سبوتنيك"، أن "الخيار العسكري بين واشنطن وطهران مطروح على الطوالة، لكنه ليس الخيار الأول، بل يأتي في مراحل متأخرة بالنسبة للدولتين على حد السواء".
وأشار أبو النور إلى أن "أمريكا تسير بالحرف الواحد على الخطة التي رسمها جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، والتي تقضي باستنزاف إيران إلى أقصى درجة، حتى تقوم بأحد الخيارين، إما إغلاق مضيف هرمز وإعاقة الملاحة، أو الخروج من الاتفاق النووي ولو جزئيًا".
Explanation of the conference guests in Mecca illustrates the Iranian weapons used by its militias against Saudi Arabia.. Good idea#قمه_مكه #الحوثيين #ايران
— خلف الدوسري (@kalafaldossry) May 30, 2019
pic.twitter.com/vd42zU8oNR
ومضى رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية قائلًا "كتب جون بولتون ورقة سياسية ونشرها في مجلة "ناشونال ريفيو" في 28 أغسطس/ آب 2017، حملت عنوان: كيف تخرج من الاتفاق النووي، وكان مفاد هذه الورقة هو دفع إيران خارج الاتفاق النووي بموجب العقوبات وبموجب الحرب ما قبل الحرب".
تهدئة ترامب
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أن إيران "ترغب في التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أنه "مستعد للحوار" حين تعلن الحكومة الإيرانية "رغبتها الحقيقية" بذلك.
وكان الرئيس الأمريكي قد أدلى بتصريحات قبل أيام تحدث فيها عن إمكانية التوصل لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وقال، الأحد، إن بلاده لا تسعى إلى "تغيير النظام" في إيران، بل تريد إزالة الأسلحة النووية، واصفا الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما عام 2015 بـ"الفظيع".
وتابع ترامب، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة اليابانية طوكيو: "أعتقد أن إيران لديها الفرصة في أن تكون دولة عظيمة مع القيادة الحالية نفسها، نحن لا نسعى إلى تغيير النظام، أريد توضيح ذلك، نحن نسعى إلى عدم امتلاك إيران السلاح النووي".
وتناولت المباحثات بين ترامب ورئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، التطورات الأخيرة في الملف الإيراني. وكان ترامب أعلن أن رئيس الوزراء الياباني عرض التوسط في الأزمة خاصة وأن اليابان تربطها علاقات جيدة بإيران".
هذا ما تريده #السعودية من إيران. #قمم_مكة pic.twitter.com/B4dU2Z0aMr
— العربية (@AlArabiya) May 29, 2019
رد إيراني
تضاربت الردود الإيرانية، ففي الوقت الذي قال فيه روحاني إن المحادثات ممكنة، خرج المرشد الإيراني علي خامنئي، ليقول إن بلاده لن تتفاوض مع الولايات المتحدة حول برامجها النووية والصاروخية.
واعتبر خامنئي أنه لا جدوى من التفاوض مع الولايات المتحدة بشكل عام، مشيرا إلى أن المفاوضات تكتيك لأمريكا لاستكمال استراتيجية الضغط على إيران.
وأوضح أنهم "يمارسون الضغط لكي ينتاب الطرف الآخر التعب، ومن ثم يقولون لنبدأ بالمفاوضات، وهذه المفاوضات هي استكمال للضغط، وتأتي لتحقيق مآربهم، هم يمارسون الضغط ومن ثم يقولون لنتفاوض الآن… استراتيجيتهم ليست المفاوضات، بل ممارسة الضغط".
وشدد خامنئي على أن الرد على ضغوط الولايات المتحدة سيكون بممارسة الضغط عليها، موضحا "هذا الضغط ليس عسكريا كما يدعون وإنما بتقليص تعهدات إيران في الاتفاق النووي".
تهديد الحرس الثوري
كشف القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، عن امتلاك بلاده منظومة صواريخ موجهة ضد أهداف متحركة.
وقال اللواء سلامي، إن "القوات المسلحة الإيرانية نجحت في تصميم وإنتاج أنواع العربات وناقلات الجند والصواريخ والطائرات القتالية والطائرات المسيرة، ورغم التحديات التي تواجهها إيران فقد وصلت إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية"؛ حسب قناة "العالم" الإيرانية.
وأضاف أن إيران تمتلك تقنية لا تتوفر إلا لدى دولة أو اثنتين في العالم، وقال إن "إيران اختبرت هذه المنظومة بنجاحٍ قبل اثني عشر عاما على أهداف بحجمِ ثلث حاملات الطائرات، مشيرا إلى أن طهران حققت التطور إلى الحد الذي أصبحت نسبةُ الإصابة في صواريخها 100 في المئة".
وشدد الجنرال سلامي، على أن بلاده "أضحت قوة كبرى لن تقهر لأنها جربت كل السيناريوهات"، معتبرا أن التصعيد الراهن هو المرحلة الأخيرة من المواجهة مع أمريكا.
تأتي تصريحات القائد العسكري الإيراني في الوقت الذي أعلن فيه مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أن الهجوم على الناقلات قبالة سواحل الإمارات كان بألغام بحرية زرعتها إيران، وهو ما نفته الخارجية الإيرانية.
وتصاعد التوتر بين بين الولايات المتحدة وإيران منذ مطلع مايو/ أيار الجاري، بعدما سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال حاملة الطائرات "أبراهم لينكولن" ومجموعة قاذفات استراتيجية من طراز "بي 52"، كما أعلنت اعتزامها على إرسال 1500 جندي إلى المنطقة.
وانسحبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق قبل عام، وفرضت عقوبات على إيران وعززتها هذا الشهر بعد أن أمرت كل الدول بوقف مشترياتها من النفط الإيراني وإلا فرضت عليها عقوبات.
