وعزى مراقبون تأخر المرحلة الانتقالية إلى توافقات بين المعارضة والحكومة وليس خلافات سياسية حول الاتفاق.
مرحلة انتقالية
إن تأجيل تنفيذ المرحلة الانتقالية من اتفاق السلام جاء بناء على طلب المعارضة المسلحة، بقيادة الدكتور رياك مشار، وبعض الأطراف الأخرى الموقعة على اتفاق الخرطوم.
وأضاف دونقا، أن الحكومة في جوبا كانت تريد تشكيل الحكومة الانتقالية في التوقيت المتفق عليه على أن يتم حل العقبات فيما بعد، لكن كل الأطراف اتفقت في أديس أبابا على تأجيل الاتفاق لمدة 6 أشهر قادمة تنتهي في نوفمبر/تشرين الثاني القادم بحضور "الإيغاد".
وتابع المحلل السياسي بجنوب السودان، أن اللجنة الأمنية والتمويل المباشر لمرحلة ما قبل المرحلة الانتقالية هما أبرز العقبات التي واجهت الاتفاق، لكن الحكومة تحاول توفير بعض السيولة، وتم سحب القوات المسلحة الموجودة في العاصمة جوبا والمحافظات خارج العاصمة وفقا للاتفاق، مع تواجد الجهات الوسيطة والمراقبين لممارسة عملهم من جوبا، بدلا من الخرطوم وأديس أبابا.
وأكد دونقا أن الإتفاق يسير بشكل طبيعي ويتم تنفيذ بنوده وفقا للإتفاق وفي حال وجود أي عقبات سوف يتم حلها بالنقاشات، حتى نصل إلى تنفيذ اتفاق المرحلة الانتقالية في نوفمبر القادم، وقد بدأت الناس بالفعل العودة إلى مدنهم وقراهم بعد توقف عمليات القتال في أعقاب توقيع الاتفاق بالخرطوم.
وأشار المحلل السياسي إلى أن الحكومة ملتزمة بكل المصروفات فيما يختص بالمرحلة ما قبل الانتقالية وعلى دول الترويكا الوفاء بالتزاماتها تجاه الدعم المالي لتنفيذ الاتفاق.
وكانت حكومة جنوب السودان قد وقعت اتفاقا نهائيا للسلام مع الحركات المعارضة المسلحة، في الخامس من أغسطس/ آب من العام الماضي، في العاصمة السودانية الخرطو،م لتقاسم السلطة بهدف إنهاء حرب أهلية أوقعت عشرات آلاف القتلى وشردت الملايين في هذا البلد.
الإيغاد
ووقع زعماء ورؤساء حكومات "الإيغاد" شهوداً على الاتفاق، وقدموا كلمات تشجيعية للأطراف وتعهدوا بالالتزام بدعم السلام في جنوب السودان، واحتضنت الخرطوم تلك الجولة بناءً على تفويض من قمة "الإيغاد" الاستثنائية، في 21 يونيو/حزيران 2017، لقيادة مبادرة وجولة ثانية من التفاوض المباشر بين الرئيس سلفا كير، ومشار حول القضايا العالقة بشأن الحكم والترتيبات الأمنية.
وكانت الأطراف المعنية من دولة الجنوب قد وقعت إعلان الخرطوم في 27 يونيو/حزيران من العام الماضي، وأعقبه التوقيع على اتفاق الترتيبات الأمنية في 6 يوليو/تموز الماضي، ثم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية الحكم وتقاسم السلطة في 25 من الشهر ذاته.
وانفصل جنوب السودان عن السودان، في يوليو/تموز 2011 ، عبر الاستفتاء الشعبي، وبعد عامين من الاستقلال دخلت الدولة الجديدة في حرب أهلية بين حكومة الرئيس سلفا كير ومنافسه مشار، وقد قتل أكثر من 10 آلاف شخص، وتشريد أكثر من مليونين آخرين بين نزوح داخلي ولجوء في دول الجوار، وفشل اتفاق سلام وقع في أغسطس/آب 2015.
