وأشار إلى أنه على الرغم من بيان قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بشأن الانسحاب الأمريكي، فإنها تعتبر أحد مداخل النفوذ الأمريكي في المنطقة، وليس من السهل أن تمنح واشنطن هذه الورقة لتركيا مجانا، نظرا لأهميتها الاستراتيجية للحسابات الأمريكية الأوسع نطاقا في الشمال السوري والشمال العراقي.
وأكد إلياس أن الحشد العسكري ينم عن إصرار تركي على المضي في العملية، لكن هذا الملف مازال حتى هذه اللحظة في إطار الحوارات السياسية، خاصة أن واشنطن لا تعارض العملية من حيث المبدأ، لكن الخلاف على المدى الذي يمكن أن تذهب إليه أنقرة في العمق السوري، وعلى القوات التي يمكن أن تشغل مكان قسد في حال انسحاب أمريكا.
وأضاف: "وإذا قدمت واشنطن عرضا مغريا لتركيا فمن الممكن أن نرى تأجيلا جديدا للعملية"، مشيرا إلى أن إيران وتركيا وروسيا اتفقوا جميعا في أستانا على الحل السياسي، لكن على أرض الواقع هناك تحركات أحادية من جميع الأطراف، تعبر عن طموحات خاصة تعكس طبيعة الاستراتيجية التي يعتمدونها، إلا أن تركيا تواجه الآن ضغوطا أمريكية.
وتابع: "ومن الممكن أن تذهب واشنطن في هذا الصدد إلى إعطاء ضوء أخضر من تحت الطاولة للنظام السوري، وربما من خلال تنسيق روسي أمريكي للدفع بالنظام السوري إلى مواجهة مباشرة مع تركيا، ما قد يدفع انقرة للتأني في عمليتها المرتقبة".