وبدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقتذاك مشروعه التدريبي الجديد المعروف بمناورات Able Archer. واعتبرت روسيا أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول التابعة لها من أعضاء الناتو بصدد إعداد عدتها للاعتداء عليها.
وكانت تخوفات روسيا، برأي "ناشيونال إنترست"، في محلها لأن حقد قادة الولايات المتحدة الأمريكية على روسيا الشيوعية بلغ وقتذاك أوجه. وكان الرئيس الأمريكي ريغان قد أعلن الاتحاد السوفيتي إمبراطورية الشر وبدأ التحضيرات لـ"حرب النجوم".
ولذلك أعلنت موسكو حالة التأهب القصوى في صفوف قوات صواريخها، ونقلت مزيدا من قاذفات القنابل إلى ألمانيا الشرقية وبولندا.
وبنفس الوقت بدأت الدبابات الأمريكية تجوب أوروبا الغربية، ملمحة إلى أن روسيا السوفيتية وحلفائها بصدد غزو ألمانيا الغربية.
وتفاقم الوضع حتى أن الطيارين الروس بدأوا يمكثون في طائراتهم "سوخوي 24"، منتظرين وصول الأوامر بالانطلاق نحو المعتدين، بينما استعدت قوات الصواريخ لإطلاق 300 صاروخ بالستي.
وأثار كل ذلك خوف الولايات المتحدة، فراحت تبعث برقيات إلى موسكو قالت فيها إن ما ينفذه الناتو لا يعدو كونه مجرد تمرين. وكانت النتيجة أن فتيل الأزمة تم نزعه.