أمريكا التي تفرض عقوبات كبيرة على طهران، قالت على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو، إنها عرضت على إيران المساعدة في التصدي لفيروس كورونا، وذلك بعد أن أبدى قلق بلاده من عدم تبادل طهران المعلومات حول انتشار الوباء.
ورغم ما تعانيه إيران، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية، عباس موسوي، رفض بلاده للمقترح الأمريكي، مؤكدا أنهم يشككون في نوايا أمريكا ولا يعولون على مساعداتهم.
الموقف الأمريكي دفع البعض للتساؤل عن الأسباب التي دفعت أمريكا لعرض مساعدتها على إيران، وإمكانية تعليق العقوبات بشكل جزئي أو كلي على طهران للمساهمة في مكافحة كورونا.
أسباب الإعلان الأمريكي
الدكتور إدموند غريب، أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي المقيم في واشنطن، قال إن "القرار الأمريكي الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب بأنه مستعد لتقديم المساعدة لإيران لمكافحة فيروس كورونا، جاء لعدة أسباب جزء منها تتعلق بالخوف من انتشار الوضع بشكل مخيف، والرغبة في مكافحة الوباء في أي مكان بالعالم".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "بالإضافة إلى الرغبة في مكافحة الفيروس، يأتي الطلب الأمريكي بسبب الانتقادات الكبيرة التي وجهت للإدارة الأمريكية حتى من داخل أمريكا بسبب العقوبات القاسية المفروضة على إيران".
وتابع: "هذه الاتهامات تقول إن العقوبات الأمريكية حالت دون تمكن النظام الإيراني من مكافحة وباء كورونا، وساهمت في انتشاره بشكل كبير".
واستطرد: "بالإضافة إلى الضغوط التي تمارس على الرئيس الأمريكي بعد أن قدمت الكثير من الدول مساعدتها لطهران، بما فيها إيران والتي أرسلت فريقًا بحثيًا للمساهمة في وضع حد لانتشار الوباء".
وأكد أن "الضغوط دفعت ترامب للإعلان بأنه مستعد للمساعدة أيضًا"، مشيرًا إلى أن "الرفض الإيراني جاء للتشكيك في النوايا والأهداف الأمريكية".
لعبة أمريكية
من جانبه قال محمد غروي، المحلل السياسي الإيراني، إن "أمريكا تريد أن تلعب لعبة قذرة، حيث تظن أن إيران في مأزق بسبب كورونا وتريد طرح أفكار للمساعدة ليظهر النظام الأمريكي على أنه متضامن وإنساني مع الشعب الإيراني".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "ما يحاول الأمريكي تسويقه مجرد فقاعات، ليس لها أي أساس، وإن كانت واشنطن جادة في مساعدة طهران لمواجهة فيروس كورونا كان قد بادر برفع جزء من العقوبات الاقتصادية المفروضة، أو كلها".
وتابع: "أمريكا لا تريد المساعدة، بل وتمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى طهران، ليس اليوم فقط، لكن منذ وقت طويل، كما حدث في أزمة السيول والزلازل، والتي وقفت أمام الدول التي كانت تريد المساعدة".
استمالة للشارع
وعن السبب في طرح المساعدة الآن، قال: "إن أمريكا تحاول أن تستميل الشارع الإيراني، وتسوق لفكرة أنها تفرق في المعاملة بين النظام والشعب، لكن في الحقيقة أمريكا تكره إيران وتحاصر شعبها بشتى الطرق".
وأشار إلى أن "بعض التسريبات أكدت أن أمريكا طرحت هذه المساعدة في مقابل تحقيق شروطها القديمة، والتي طرحتها لرفع العقوبات ومن ضمنها عدم تطوير القدرات الصاروخية، ووقف ما يسمى بالتدخل في شؤون المنطقة، وأن تظل طهران داخل الاتفاق النووي".
وأنهى حديثه قائلًا: "أتصور لو أن أمريكا كانت جادة في تلك المساعدات، لما رفضتها إيران".
اتهامات إيرانية لأمريكا
قال وزير الخارجية الإيراني إن منظمة الصحة العالمية قامت بمجهود كبير لدعم إيران في مواجهة فيروس كورونا، الذي أصاب أكثر من 89 ألف شخص حول العالم.
وأضاف، في تدوينة على "تويتر"، أمس الاثنين: "الأمم الصديقة ساندت إيران في التصدي لفيروس كورونا، رغم العقوبات الأمريكية المفروضة علينا".
وتابع: "تلك العقوبات تعرض حياة المصابين الإيرانيين للخطر"، مشيرا إلى أن بلاده تحتاج إلى مهمات طبية بصورة ملحة لمواجهة الفيروس".
كورونا وإيران
أعلنت إيران ارتفاع عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا إلى 77 شخصا، وقال مساعد وزير الصحة، إن الإصابات في إيران بفيروس كورونا وصلت إلى 2336 حالة، حسب وكالة "رويترز".
كما أعلن البرلمان الإيراني، اليوم الثلاثاء، عن ارتفاع عدد النواب المصابين بفيروس "كورونا" المستجد إلى 23 برلمانيا.
وأوضح نائب البرلمان الإيراني، عبد الرضا مصري، في اجتماع مع الصحفيين، أن "المصابين كانوا على تواصل مباشر مع الناس في المدن وحملوا الفيروس من مناطق مختلفة في البلاد".
ونصح مصري، النواب المنتخبين حديثا والدوائر الانتخابية بقطع تواصلهم مع الناس في الوقت الراهن، حتى "لا يصابوا بالفيروس ويتضرروا" وخاصة في أيام عيد النيروز الموافق 21 الحادي والعشرين مارس/ آذار.
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية، أمس الاثنين، ارتفاع عدد حالات الوفاة بفيروس كورونا إلى 66 حالة، مجددة الدعوة للمواطنين بالبقاء في المنازل.
وذكر مساعد وزير الصحة الإيراني، علي رضا رئیسي، أن "عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد بلغ 1501، وعدد الوفيات 66 والمتعافين 291"، مشيرا إلى اكتشاف "523 إصابة جديدة و 12 حالة وفاة خلال الـ 24 الساعة الماضية".
وتسعى دول العالم جاهدة إلى تطبيق إجراءات احترازية لوقف انتشار فيروس كورونا الجديد الذي يواصل تفشيه.