نتنياهو الذي يسعى بكل قوته إلى تشكيل حكومة جديدة لمنع ملاحقته قضائيا بتهم الفساد، اصطدم باستقالة رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي أدلشتاين، المحسوب على حزبه، والتي تفتح الباب أمام انتخاب رئيس جديد للكنيست بعيدًا عن الليكود، وهو ما قد يؤدي إلى طرح قانون يمنع نتنياهو من تشكيل الحكومة.
استقال رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي أدلشتاين، من منصبه، اليوم الأربعاء، اعتراضا على قرار المحكمة العليا الذي قضى بضرورة اقتراع النواب لاختيار رئيس جديد للكنيست.
استقالة أدلشتاين
قال أدلشتاين، في بيان صحفي، إن "قرار المحكمة لا يستند إلى لغة القانون، بل هو تفسير أحادي ومتطرف"، مضيفا "لهذا أستقيل من منصبي كرئيس للكنيست"؛ حسب هيئة البث الإسرائيلية.
وكانت كتلة اليمين قررت مقاطعة جلسة الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي، التي تتناول تشكيل اللجنة المنظمة وإمكانية التصويت على انتخاب رئيس جديد للكنيست خلفا لرئيسه الحالي يولي إدلشتاين من حزب الليكود.
ونقلت وكالة "سوا" الإخبارية أن كتلة "أبيض أزرق"، برئاسة بيني غانتس، والمعسكر الداعم له، تطالب حزب "يسرائيل بيتينو" برئاسة أفيغدور ليبرمان، وتحالف "العمل–ميرتس"، والقائمة المشتركة، بتشكيل لجان الكنيست واستبدال إدلشتاين، فيما حاول الليكود منع ذلك، منذ الأسبوع الماضي.
يشار إلى أنه بعد تشكيل اللجنة المنظمة، ستكون هذه اللجنة مسؤولة عن تشكيل لجان أخرى، بينها لجنة المالية ولجنة الخارجية والأمن، ولجنة مخصصة لمتابعة أزمة انتشار فيروس كورونا.
تفعيل دور الكنيست
محمد حسن كنعان، القيادي في القائمة المشتركة، النائب السابق في الكنيست، قال إن "استقالة يولي أدلشتاين رئيس الكنيست الإسرائيلي المحسوب على حزب الليكود بزعامة نتيناهو يمكن الطرف الثاني متمثلًا في بيني غانتس من تفعيل الكنيست كما يجب".
وتابع: "بالإضافة إلى ذلك هناك إمكانية لطرح قانون على جدول الأعمال يتضمن منع نتنياهو من الترشح لرئاسة الوزراء مجددًا، الأمر الذي سيفتح الطريق أمام حكومة وحدة وطنية بقيادة غانتس، وذلك منع نتنياهو من أن يكون جزءًا من ائتلاف أو رئيسًا للحكومة القادمة".
انتصار غانتس
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة "فتح"، أستاذ العلوم السياسية في جامعتي القدس والأقصى، إن "الكثير من المحللين السياسيين الإسرائيليين يرون أن استقالة رئيس الكنيست يولي ألديشتاين المحسوب على الليكود وعلى كتلة اليمين هو انتصار لرئيس حزب أزرق أبيض بقيادة بيني غانتس".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "انتصار غانتس يأتي في ظل استقالة رئيس الكنيست التي جاءت في هذا الوقت العصيب لنتنياهو وأن محاولات ثنيه عن الاستقالة لم تلق إيجابية من قبل رئيس الكنيست المستقيل".
وتابع: "موقع رئيس الكنيست الشاغر سيكون فرصة لغانتس للاتفاق مع الحلفاء من العمل وميرتس وليبرمان والقائمة العربية لاختيار رئيس كنيست غير محسوب على تكتل نتنياهو".
مستقبل نتنياهو
وأكد أنه "على الرغم من أن رئيس الكنيست ليس له دور في العمل السياسي ودوره إدارة الجلسات إلا أن وجود شخص محسوب على تكتل غانيتس في هذا المنصب يسهل عليه العمل، خاصة أن العمل جاد في إصدار قانون يمنع ترشح أي شخص متهم بملفات فساد لرئاسة الوزراء".
وعن مستقبل نتنياهو أضاف: "حتى هذه اللحظة ما زال هو رئيس الوزراء المؤقت ويستغل منصبه في إصدار قرارات لمواجهة فيرس كورونا وهو يمنع انعقاد جلسة مفتوحة للكنيست وقد يمنع انعقاد أية جلسة حتى بغرف منعزلة حتى يهرب من أية مواجهة تخسره مستقبله السياسي وسيمنع عقد جلسة إلكترونيا من المنازل".
وأنهى حديثه قائلًا: "نتنياهو يدير أزمته بحرفية ورغم استقالة رئيس الكنيست أعتقد أن المفاتيح لا تزال بيده" .
قرار نادر
كانت المحكمة العليا في إسرائيل قد أمرت رئيس الكنيست بطرح تصويت في البرلمان حول قانون خاص يمنع نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة مع اقتراب محاكمته في قضية فساد، والتصويت على اختيار رئيس جديد للبرلمان اليوم الأربعاء .
وجاء التدخل القضائي النادر في الإجراءات البرلمانية عقب رفض رئيس الكنيست يولي إدلشتين إجراء تصويت في 25 مارس/آذار كان من المرجح أن يطيح به من رئاسة الكنيست وقانون خاص يمنع نتنياهو من تشكيل حكومة.
وقال إدلشتين عضو حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو إن أزمة فيروس كورونا والحاجة لتشكيل "حكومة طوارئ وطنية"، سببين لتأجيل التصويت.
وتلقى المنافس السياسي الرئيسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائد الجيش السابق بيني غانتس، تفويضا رسميا، الأسبوع الماضي، من الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لتشكيل الحكومة المقبلة في البلاد.
وحصل غانتس على دعم 61 من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 120، لكن سبيل الإطاحة بنتنياهو قد يكون ما يزال صعبا، ويجري على نطاق واسع بحث تشكيل وحدة وطنية مع نتنياهو.
