آخر هذه الاتهامات قول ترامب إن "إيران ووكلاءها يخططون لمهاجمة المصالح الأمريكية في العراق"، وهو ما دفع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف بالقول إن "بلاده لا تبدأ الحروب".
اتهامات أمريكية ورد إيراني
كتب ترامب على "تويتر"، أمس: "بناء على المعلومات والمؤشرات المتوفرة، فإن إيران ووكلاءها يخططون لهجمات متتالية على قواتنا أو مصالحنا في العراق"، متوعدًا إياهم "بدفع الثمن باهظا إذا ما أقدموا على ذلك".
وردًا على ذلك غرد وزير الخارجية الإيراني، قائلا: إن "إيران ليس لها وكلاء كما يزعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بل أصدقاء، مضيفا أن إيران لا تبدأ الحروب لكنها تلقن الدروس لمن يفعلون ذلك".
وكان وزير الخارجية الإيراني قد أعلن أن "الولايات المتحدة تحولت من ممارسة التخريب والعنف إلى ممارسة إرهاب اقتصادي" ضد بلاده، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، داعيا المجتمع الدولي إلى عدم مساعدة واشنطن في "جرائم الحرب" تلك.
وأضاف: "العقوبات تتجاوز ما يجوز في ساحة المعركة، أوقفوا مساعدة جرائم الحرب، توقفوا عن الانصياع للجزاءات الأمريكية غير القانونية".
تمدد عسكري
بدوره قال عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن "الولايات المتحدة الأمريكية بدأت منذ شهر تعزيز قواتها العسكرية في العراق، وتبعها تحركات مريبة طوال هذه الفترة".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "التحركات الأمريكية ربما كان الهدف منها تهديد السياسيين العراقيين لاختيار رئيس وزراء موال لواشنطن، وذلك من أجل امتداد عسكري أمريكي أكبر في الداخل العراقي".
وتابع: "القوات العراقية الوطنية، وعلى رأسها الحشد الشعبي، تعد عائقا أمام أمريكا لتنفيذ خططها، ولذلك تريد أمريكا ضربها بأي ذريعة حتى لا تقف عائقا أمام تقدم قواتها العسكرية لدعم النظام السياسي العراقي".
وأكد أن "واشنطن من جهة أخرى تواجه ضغوطًا بسبب تفشي فيروس كورونا، وعدم استطاعة النظام الصحي مواجهة المرض، لذلك يحتاج ترامب وإدارته لمغامرة جديدة خارج الأراضي للتغطية على هذا الفشل".
أزمة داخلية
من جانبه قال محمد حسن البحراني، المحلل السياسي المختص بالشأن الإيراني، إن "الإدارة الأمريكية تواجه أزمة حقيقية في الداخل، بسبب تفشي فيروس كورونا بشكل كبير، وفشل إدارة ترامب في الاستعداد لهذا الوباء القوي".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "البعض في طهران يعتقد بأن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، والتي هدد فيها إيران محاولة للتغطية على فشله في إدارة أزمة مواجهة فيروس كورونا".
وتابع: "يحاول تصدير الأزمة من الداخل للخارج، لإزاحة الأضواء عن فشل إدارته في أزمة كورونا، خصوصا مع قرب موسم الانتخابات".
وأكد أن "الحديث عن خطط إيرانية بشأن شن هجمات على القواعد الأمريكية في العراق لا أساس لها من الصحة إطلاقًا"، مضيفًا: "الإيرانيون ليس لديهم جنود في العراق، لكن لديهم علاقات قوية، وصداقة مع القوى الوطنية والمقاومة، والتي تحدد منفردة كيفية الرد على التواجد الأمريكي في أرضها".
اتهامات إيرانية
أطلق كبير مستشاري القائد العام للقوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اللواء يحيى صفوي، تحذيرات لأمريكا من تكبد هزيمة كبرى أمام الشعب العراقي في حال أرادوا مواصلة بقائهم غير القانوني في العراق.
وقال اللواء: "على الإدارة الأمريكية أن تحدد موقفها من الالتزام بالمعاهدات والقوانين الدولية، فإن كانت الإدارة الحالية ملتزمة بالقوانين الدولية وقرارات الممثلين الشرعيين للشعوب، فإن البرلمان العراقي صادق في شهر كانون الثاني/ يناير 2020 على قرار إخراج القوات الأجنبية من البلاد، وطالب بخروج القوات الإرهابية الأمريكية من الأراضي العراقية، وبعد هذه المصادقة، فإن استمرار بقاء هذه القوات يعتبر رمزا لانتهاك السيادة الوطنية العراقية. وإن لم تكن الإدارة الأمريكية ملتزمة بالقوانين والمعاهدات الدولية، فعليها أن تتقبل تبعات تواجدها غير القانوني واحتلالها للعراق، ولن يكون أمامها مفر من مواجهة الدفاع المشروع والقانوني للشعب والحكومة والجيش العراقي".
وتابع "فترة أفول القوة السياسية والعسكرية لأمريكا في العالم وخاصة منطقة غرب آسيا قد حانت، والقوات الأمريكية تدرك أن أي إجراء ليس في مصلحتها، وبالطبع فإن التغييرات وإخلاء بعض القواعد في العراق يأتي في إطار إعادة الانتشار من أجل التقليل من الخسائر المحتملة، ولكن على أية حال ليس من المستبعد ازدياد التوتر نظرا لاستمرار الاحتلال الأمريكي، وفي هذا الإطار فإن السياسة العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تتمثل في الدفاع عن حكومة العراق وبرلمانه وشعبه وحقوقه القانونية.
وأشار إلى أن الوضع الداخلي في أمريكا والمتأثر بانتشار فايروس كورونا ومن المؤسف وفاة العديد من الأمريكيين، وقرب موعد الانتخابات وصعوبة السيطرة على الأوضاع الداخلية، كل ذلك يزيد من صعوبة وتعقيد أي اشتباك جديد بالنسبة لأمريكا في المنطقة، فكبار الساسة والقادة العسكريين الأمريكان يتجنبون أي اشتباك عسكري واسع في المنطقة، وفي حال تفاقمت أوضاع المنطقة، فإن أزمة أكبر ستبرز في الولايات المتحدة الأمريكية، هذا في حين أن الرأي العام الأمريكي لا يتحمل رؤية فلذات كبده يقتلون في العراق، وفق وكالة "تسنيم".