وأضاف "إذا نظرنا للوضع في بلدكم (إيطاليا) أو في اسبانيا وفرنسا، فإننا نتحدث عن أزمة وجودية بكل معنى الكلمة، حيث أننا مصدومون من الصور التي تأتي من إيطاليا وبالأخص مدينة بيرغامو، وأنا سعيد أن ألمانيا قررت علاج بعض المرضى الإيطالين في مستشفياتها و إرسال مواد صحية"، مؤكداً أن "هذا القرار كان من الواجب اتخاذه من قبل والتعامل معه بطريقة أفضل، لكننا جميعا نواجة أمرا استثنائيا".
أوروبا تعتبر مجتمعنا المصيري، وهذه الفترة ستسبب الكوارث للجميع إذا لم نشهد تعاونا عاما من جميع البلدان.
وأجاب عن سؤال حول الأزمة الاقتصادية المترتبة على وباء كورونا: "في المقام الأول لابد من أن يكون هناك استجابة سريعة، وهذا ما نفعله، وعلينا أن نستخدم ما هو موجود فعلاً عن طريق المساعدات الأوروبية للاستقرار بدون شروط محددة، عن طريق البنك الاوروبي للاستثمار والجنة الاوروبية".
وتابع حديثه: "لدي انطباع بأن موقف ألمانيا من الديون في مرحلة تغير الآن، كما أن الحالة تختلف اختلافاً كبيراً عن التي كانت عليها في الأزمة المالية لعام 2008".
إيطاليا وإسبانيا تتعرضان لهذا الوباء دون أي ذنب، والعواقب الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية أكثر تدميراً بكثير مما كانت عليه في أزمة 2008، وفي الوقت نفسه، يعرب العديد من خبراء الاقتصاد الألمان، وهم نفس الذين عارضوا دوماً سندات اليورو، الآن هم من يقولون إنه علينا أن ناخذ نفس الاتجاه.
وحول اقترح رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إنشاء صندوق لإعادة الإعمار. قال شرودر: "لما لا؟ وإذا كان هناك بلد واحد يحتاج إلى أن يفهم أنه بعد أزمة وجودية من الضروري أن يكون لدينا دعم أوروبي لإعادة الإعمار، فهذا البلد هو ألمانيا، لقد أخذنا مساعدات لفترة طويلة بعد الحرب العالمية الثانية، على الرغم من أننا كنا المتسببين بها".
وختم حديثه: "أعتقد أننا نستفيد جميعأ من أوروبا الموحدة سياسياً وثقافياً وإقتصادياً، ولهذا السبب يجب أن نعود بسرعة إلى الحياة الطبعية، إذ لا يمكن أن تظل الحدود الداخلية مغلقة لفترة طويلة، فالناس بحاجة إلى أن تكون قادرة على التجمع والمشاركة مرة أخرى، والشركات تحتاج إلى العودة إلى الإنتاج، هذا لا يمكن طرحه في ألمانيا فقط، والأمر الحاسم هو العمل معاً وربما البحث عن حلول أوروبية... هذا ما أنادي به".