وفي الوقت الذي تستمر فيه التظاهرات، طرح البعض تساؤلات بشأن مدى تأثير الأوضاع الداخلية الأمريكية على صفقة القرن، وكذلك خطط الضم، خاصة في ظل إصرار حكومة نتنياهو المضي قدمًا في مخططاتها بالقدس وغور الأردن.
تأثيرات كبيرة
الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، قال إن "الأوضاع الداخلية لأي بلد تؤثر قطعًا على سياستها الخارجية، سواء إيجابا أو سلبيا".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "التظاهرات الأمريكية جاءت في وقت دقيق وحساس جدا، حيث تفصلنا أشهر عدة على موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في ظل تزايد الأزمات التي اجتاحت الولايات المتحدة منذ تولي إدارة ترامب الحكم في يناير/ كانون الثاني 2017 منها أزمة كورونا وما نتج عنها من أزمة اقتصادية".
وأوضح أن "التظاهرات تكشف مدى شعور المواطنين السود بالعنصرية والتمييز في بلدهم التي تتدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولذلك فإن إدارة ترامب ستكون منشغلة تماما في مواجهة هذه الأزمات، خاصة التظاهرات التي قد تفقد ترامب وحزبه الجمهوري ملايين الأصوات من المواطنين السود وحتى المواطنين الأمريكيين من أصول لاتينية وعربية وأفريقية وأسيوية".
بعدما أكَّد #نتنياهو على نيته ضم الضفة الغربية، كيف يرى #الملك_عبدالله اتفاق ضم الضفة الغربية؟ #السلطة5 @dw_arabic pic.twitter.com/rIV4Uotf6i
— السلطة الخامسة (@dw_Sulta5) May 27, 2020
وأكد أن "ترامب سيكون مشغولا عن خطة صفقة القرن، ما قد يفسح المجال أمام نتنياهو للإسراع بتنفيذ خطة الضم للأراضي الفلسطينية في ذروة الأزمة الداخلية الأمريكية ظنا منه أنها الفرصة الاستثنائية الوحيدة لتنفيذ خطة الضم".
وأضاف شعث أن "هناك الكثير من مشاهد التضامن في التظاهرات الأمريكية من أصول أفريقية وشعارات ضد الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية البغيضة ضد الشعب الفلسطيني بالتزامن مع شعارات ضد العنصرية التي تمارسها الشرطة الأمريكية ضد المواطنين السود".
وحذر السياسي الفلسطيني من "خطورة الوضع على الأرض ببدء حكومة الاحتلال وضع الحواجز الحجرية وإغلاق الطرقات وغير ذلك من إجراءات تمهيدية ضمن خطة الضم"، مضيفًا: "لا أحد يستطيع أن يمنع الشعب الفلسطيني من مواصلة كفاحه ونضاله المشروع، فليس لدى الشعب الفلسطيني ما يخسره طالما فقد أرضه ومقدساته وحريته واستقلاله، وعلى حكومة الاحتلال تحمل كافة التبعات والعواقب".
إرباك إدارة ترامب
من جانبه قال مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني، إن "استمرار التظاهرات والتوترات في أمريكا يربك إدارة ترامب ويجعل فرص نجاح ترامب صعبة".
#شاشة_الخارجية | #وزير_الخارجية : تؤكد المملكة اليوم مجدداً على إدانتها ورفضها لما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي عن نيته ضم أراضٍ من الضفة الغربية pic.twitter.com/uQPsCtg2Uz
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) June 10, 2020
وأضاف أن "التظاهر ربما تأتي بإدارة من الديمقراطيين للإدارة الأمريكية، وهو الأمر الذي يمكن معه تعطيل الضم، ولكن لن يلغيه بشكل كلي، وهذا ما تخشاه دولة الاحتلال التي تستعجل القيام بهذه الخطوة".
وتابع: "هناك موقف يتنامى داخل أمريكا حول سياسة الاحتلال، سواء في الضم أو الارهاب ضد الفلسطينيين، وفي العموم سواء كان الجمهوريين أو الديمقراطيين باتوا اليوم أكثر تبني للموقف الصهيوني والاختلاف فيما بينهم في التوقيت أو في الإجراءات، فالأمر بالنسبة للفلسطينين يبدو موحدًا مع اختلاف طفيف".
وتتصاعد وتيرة الاحتجاجات المنددة بوفاة جورج فلويد الأمريكي الأسود غير المسلح على أيدي الشرطة خلال توقيفه الأسبوع الماضي، تستعد السبت الولايات المتحدة الأمريكية لتشهد مظاهرات حاشدة للتنديد بالعنصرية وبعنف قوات الشرطة. وتفجر الغضب أكثر عقب انتشار تسجيل مصور يظهر المزيد من انتهاكات عناصر تطبيق القانون بحق المتظاهرين.
ومن المفترض أن تقدم الحكومة الإسرائيلية الجديدة، في 1 يوليو/تموز المقبل، استراتيجيتها لتطبيق خطة "صفقة القرن" الأمريكية، التي تشمل ضم غور الأردن، ومستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
This 200lb white cop topped and choked out a black woman over a title transfer.
— StanceGrounded (@_SJPeace_) June 6, 2020
THE COP WORKS FOR BELLVUE POLICE DEPARTMENT IN WASHINGTON STATE!
WHO IS HE?
BLACK LIVES MATTER pic.twitter.com/88awIQod52
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكينازي، مؤخرًا إن بلاده ماضية في تنفيذ خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية، بتنسيق مع الولايات المتحدة، ومن خلال الحفاظ على اتفاقيات السلام الحالية والمستقبلية.
وقال أشكينازي، في مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني هايكو ماس، الأربعاء الماضي، إنه "سيتم التقدم في تنفيذ خطة الضم بمسؤولية وتنسيق كامل مع الولايات المتحدة ومن خلال الحفاظ على اتفاقيات السلام القائمة والمستقبلية والمصالح الاستراتيجية المشتركة".