كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدد رئيس الوزراء البديل، وزير الأمن، بيني غانتس، بحل الحكومة والذهاب إلى انتخابات رابعة، إذا لم يدعم خطة فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن.
وطرح البعض تساؤلات حول طبيعية الخلافات الإسرائيلية، ومدى إمكانية أن تعطل مخططات الضم، وكذلك بشأن إمكانية الذهاب لانتخابات برلمانية رابعة، ومستقبل نتنياهو وغانتس وقتها.
تهديدات نتنياهو
أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم"، إلى أنه في الأيام الأخيرة، اجتمع نتنياهو بغانتس عدة مرات لحل الخلاف بينهما وخلال هذه المحادثات أوضح نتنياهو لشريكه أنه إذا لم تكن هناك سيادة إسرائيلية "فلا توجد حكومة"، قائلًا له: "إما السيادة أو الانتخابات، لا يوجد شيء آخر في الوسط".
ويحاول غانتس ربط موافقة حزبه بأن يتم تمرير الميزانية لعامين بدلًا من عام، خاصةً وأنه يخشى بأن تكون عملية تمريرها لعام لصالح نتنياهو الذي قد يعمل على تفكيك الحكومة بعد الحصول على السيادة.
ورغم وجود أغلبية في الكنيست مؤيدة لتنفيذ خطة الضم، إلا أن الإدارة الأمريكية تشترط إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذه بموافقة "أزرق أبيض".
القرار أمريكي
محمد حسن كنعان، القيادي في القائمة وعضو الكنيست السابق، قال إن "موضوع ضم الأراضي الفلسطينية من عدمه مربوط أكثر بالإدارة الأمريكية التي ستتخذ خلال هذا الأسبوع قرارها النهائي، الذي سيكون ملزمًا لإسرائيل بتنفيذ قراراتها، ولا تستطيع أن تعلن الضم دون موافقتها ومباركتها".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "موضوع العودة لانتخابات رابعة هذا العام غير وارد، ومن الطبيعي أن تأخذ قضية الضم مشاورات وأحاديث واتصالات كبيرة، خاصة مع الأخذ في الاعتبار ما يجري على الساحة بالمنطقة المجاورة لإسرائيل".
وأكد أن "الأوضاع الاقتصادية في إسرائيل لا تسمح بإجراء انتخابات، لكن لا يمكن استبعادها فربما يمكن أن تلجأ إليها إسرائيل العام المقبل، في حال استمرت الخلافات بين نتنياهو وغانتس".
وتابع "مشاورات الضم ستأخذ بعين الاعتبار الضغط العربي، واهتمام العالم الإسلامي، والذي لم يظهر منه أي شيء سوى بعض التصريحات، والمطلوب أن يكون هناك موقف عربي موحد تعلن عنه جامعة الدول العربية".
سيناريو وحيد
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة "فتح"، إن "نتنياهو يلوح بالذهاب لانتخابات رابعة في ظل استمرار الخلاف مع نائبة بيني غانتس على ضم المستوطنات الكبرى، ما يعيق الضوء الأخضر الأمريكي لحكومة نتنياهو لضم ما يقارب 30% من الضفة الغربية".
وتابع "نتنياهو إذا دعى لانتخابات رابعة فإنه ينهي مستقبل غانتس السياسي، والذي تشير استطلاعات الرأي بتأخير شعبيته، وغانتس يمانع عملية الضم الكبيرة لأنه ينظر لها من ناحية عسكرية وتكلفة هذا الضم من الناحية الأمنية وزيادة وجود جيش يحمي الحدود الجديدة إضافة لتأسيس هذا الضم لمرحلة مواجهات أقلها شعبية ترهق جيش الاحتلال".
ومضى قائلًا: "نتنياهو يدرك أن غانتس يخشى من الدعوة لانتخابات رابعة مما يعني انتهاء أحلامه برئاسة الوزراء، ولذلك أتوقع تدخل أمريكي يدفع الطرفين إلى الاتفاق على آلية الضم، والأقرب هو الاتفاق على الضم التدريجي يبدأ بالمستوطنات الكبرى ثم يتوسع بجدول زمني يتفق عليه الجانبين الإسرائيلي والأمريكي".
وكان نتنياهو قد عبر، بوقت سابق، عن ثقته في أن الولايات المتحدة "ستسمح لإسرائيل بالمضي قدما في خطة لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، حيث حدد موعد الأول من تموز/يوليو لمناقشة بسط سيادة إسرائيل على أجزاء من الضفة الغربية وضم غور الأردن.