اعتقلت الشرطة الإسرائيلية عشرات المتظاهرين، الذين تجمعوا أمام مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس.
وشارك المئات وربما الآلاف في مظاهرات، مساء الخميس، خارج مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس، للاحتجاج على طريقة تعامل الحكومة مع جائحة فيروس كورونا وآثارها الاقتصادية، فضلا عن احتجاجات مناهضة للفساد.
واقترح البعض من بينهم رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، مبادرة لتشكيل حكومة طوارئ قومية تستثني رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتصب اهتمامها على الأزمات الاقتصادية والصحية والاجتماعية، وتضع جانبا المواضيع الشخصية والسياسية مثل الضم.
حكومة طوارئ
وقال لبيد: إن "الحكومة نفسها تعرقل جهود الإدارة السليمة للحكم، فرئيس الوزراء يضع الإفلات من محاكمته بتهمة الفساد فوق أي اعتبار، ووزراؤه يتخبطون في إدارة الأزمات، وفقا لما نقلته الشرق الأوسط".
واتهم لبيد نتنياهو بـ "الفشل وفقدان السيطرة، وعليه أن يستقيل من رئاسة الحكومة في غضون 48 ساعة، ويتفرغ لشؤونه القضائية، إذ لا يجوز أن يدير دولة بهذه الأزمات وهو يمضي نصف نهار في المحكمة 3 مرات في الأسبوع، ويحتاج إلى 3 أيام أخرى للتحضير للمحكمة".
مضيفا أنه "إذا استقال، فإن الأوضاع ستهدأ ويجري العمل على تشكيل حكومة الطوارئ".
وقال إن "حكومة الطوارئ ستشكل من كل الأحزاب المعنية، بما فيها الليكود، وإنه على اتصال مع شخصيات قيادية عدة، ويؤكد أن اقتراحه واقعي وفي اللحظة التي يغادر فيها نتنياهو الحكم، سينضوي الجميع تحت حمالة الهموم الإسرائيلية ويتجندون للمهمة".
ودعا لبيد أعضاء الكنيست إلى التعاون على فتح الطريق أمام خروج نتنياهو من الحكم، وقال: "الوقت لا يعمل لصالحنا، فالأزمة شديدة وتحتاج إلى رئيس حكومة ووزراء يضعون المصلحة العامة فوق أي اعتبار، وينبغي أن تكون هذه حكومة صغيرة من 18 وزيراً على الأكثر، تعمل بنجاعة واستقرار".
وانضم إلى لبيد في هذه الدعوة، رئيس حزب اليهود الروس "يسرائيل بيتينو" وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان.
انتخابات مبكرة
محمد حسن كنعان، القيادي في القائمة المشتركة، والعضو السابق في الكنيست، قال إن "التظاهرات التي تشهدها إسرائيل بشكل شبه يومي في جميع الأنحاء، تسبب خوفًا وعدم طمأنينة في نفس نتنياهو".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "لولا قضية جائحة كورونا لكانت التظاهرات أكبر وأوسع، ضد حكومة نتنياهو وسياساته، وليس من الصدفة أن قيادات في حزب الليكود أعربوا أن من الممكن قيام حكومة بديلة برئاسة الليكود، لا يكون نتنياهو رئيسًا لها".
وتابع "من المتوقع أن تسقط حكومة نتيناهو وغانتس، في ظل سعي نتنياهو إلى الذهاب لانتخابات مبكرة، حتى لا يعطي فرصة لغانتس للوصول إلى رئاسة الحكومة".
ومضى قائلًا: "كل التوقعات تشير إلى أن الخلافات المندلعة بين مركبات الحكومة، قد تؤدي في نهاية المطاف لانتخابات مبكرة، ولربما يتم تغيير نتيناهو الذي ثارت إسرائيل ضد سياسته الاقتصادية والسياسية، حيث هناك انهيار اقتصادي كبير، وبات المواطن غير آمن على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني".
ضغوط يمينية
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، إن "التظاهرات تستمر داخل دولة الاحتلال وترفع عدة شعارات من أهمها إسقاط نتنياهو، ومشكلة هذه التظاهرات أنها بدون قيادة".
وتابع "هذه التظاهرات التي تخرج في مدن مختلفة وبشعارات مختلفة يعطي دلالة على عدم وجود قيادة لهذه التظاهرات مما ينذر بفشلها على المدى البعيد".
واستطرد: "لقد شاهد الجميع قمع شرطة الاحتلال لهذه التظاهرات واعتقال العشرات وإذا لم تستثمرها قوى فاعلة داخل المجتمع الإسرائيلي فإن المتظاهرين سيصابون بالإحباط، ورغم أن محاكمة نتنياهو في ملفات الفساد تأجلت لشهر يناير/كانون الثاني القادم، إلا أننا قد نشهد نتنياهو يحل الحكومة ويذهب إلى انتخابات مبكرة قبل هذا الموعد ليهرب مؤقتا من ملفات الفساد، خاصة أنه تخلص من خلال الحكومة الحالية من إشد خصومه وهو بني غانتيس".
وأكد أن "عدم وجود زعيم ينافس نتنياهو في أي انتخابات قادمة سنجده هو العنوان حيث أنه لاعب محترف في العمل السياسي حتى أن التظاهرات لم تسلم من خبثه حيث أعطى تعليمات لمؤيديه للخروج في مظاهرات مؤيدة له شارك بها الآلاف".
وكانت الخلافات داخل الليكود قد تفاقمت، بعدما قررت شاشا بيطون، التمرد مرة أخرى على قرارات الحكومة بشأن كورونا.
وراح المقربون من نتنياهو يهاجمونها ويطالبونها بإعادة مقعدها في الكنيست إلى الحزب وترك العمل السياسي.
ونشب خلاف جديد بين غانتس ونتنياهو، بشأن طريقة معالجة الفيروس، وقيل إنه سيتفاقم أكثر مع اقتراب الموعد النهائي للمصادقة على الميزانية العامة، في 25 أغسطس/آب المقبل، وفي حال تعذرت المصادقة، فإن ولاية الحكومة تصبح منتهية وتسقط تلقائياً، ويصبح إلزاماً التوجه إلى انتخابات عامة.