اعتاد سكان نيويورك على التحسب لازدحام الحركة المرورية في نهاية سبتمبر/أيلول من كل عام، بالتزامن مع وصول الآلاف من الدبلوماسيين ومواكب سياراتهم والوفود المرافقة لهم إلى مانهاتن للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ).
إلا أنهم لن يضطروا للقلق هذا العام حيث تبدأ الفعاليات على قدم وساق، اليوم الثلاثاء، مع قيام قادة العالم بإرسال كلماتهم بالفيديو إلى قاعة الأمم المتحدة الصامتة، ما يمثل ضربة إضافية لمحاولات مدينة نيويورك المترنحة لإعادة فتح الأنشطة الاقتصادية التي تراجعت بشدة بسبب تداعيات كوفيد-19.
ومع استمرار تفشي الجائحة وبقاء قواعد الحجر الصحي في نيويورك معمولاً بها، قرر قادة الأمم المتحدة عقد الحدث، الذي يصادف أيضا الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة الدولية، افتراضياً، ما يعني أن المدينة التي تسعى جاهدة للتعافي من كارثة صحية، لا تزال بعيدة عن استعادة بريقها الدولي ونشاطها الاقتصادي الذي كانت الفعاليات الكبيرة للأمم المتحدة تسهم في تنشيطه، ونقلت وكالة "بلومبرغ" للأنباء عن بيني أبيواردينا، التي تعمل مع دبلوماسيي الأمم المتحدة بصفتها مفوضة الشؤون الدولية في مكتب عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو، القول في مقابلة: "هناك نوع من الصدمة لأننا لن نتحدث عن إغلاق الطرق هذه المرة".
وأضافت: "من المؤسف ألا نرى الزحام الذي اعتدنا عليه في المتاجر والمطاعم والحانات، إلا أن هذا في الوقت نفسه يعكس مدى جدية نيويورك في التصدي للجائحة".
“It’s kind of shocking not to be talking about road closures this time,” @PAbeywardena tells me. https://t.co/waYnLeEkNn
— David Wainer (@david_wainer) September 20, 2020
ويتذكر جون فيتزباتريك، الذي يمتلك فندقين في وسط مانهاتن، السنوات الماضية عندما كان عادة ما يجني أعلى الأسعار في مثل هذا الوقت من العام مع وصول الحجوزات إلى الدرجة القصوى تقريبا. أما الآن، فإنه يكافح من أجل الحفاظ على استمرارية عمل ممتلكاته.
ويقول فيتزباتريك: "العام العادي، هو العام الذي كانت الأمور فيه جيدة حقا للأعمال... إن نيويورك على ما يــرام، ولكن الأعمــال تحتضر ".فيها
أفقدت جائحة كورونا ولاية نيويورك زخمها الاقتصادي المعهود وفرص عقد الاجتماعات بالحضور الشخصي خلال المناسبات الكبرى كأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا حيث غابت الحركية التي كانت تحدثها هذه الفاعلية، وتسلل الركود إلى المتاجر والمطاعم والحانات في وقت تكافح فيه المدينة لاستعادة نشاطها.
As New York City prepares to reopen indoor dining, chefs and restaurant owners are warning it's not enough to save the industry.
— Bloomberg TV (@BloombergTV) September 18, 2020
"Most restaurants that open at 25% capacity will probably lose money," says chef Tom Colicchio, owner of Craft in NYC. https://t.co/Rmgnrm7HsJ pic.twitter.com/nHDsIhi6Kc
وذكرت "بلومبرغ" أن مصارف مانهاتن، على سبيل المثال، تعلمت الدرس من محاولات شهدتها الأسابيع الماضية للعودة للأعمال، فقد أمرت "جي بي مورجان تشيس" و"باركليز" وجولدمان ساكس" موظفيها بالعمل من المنزل بعد ثبوت إصابة موظفين عائدين بكورونا. وأبلغت جهات أعمال أخرى موظفيها بأن بإمكانهم العمل من المنزل حتى نهاية العام أو منتصف عام 2021 .
وعلى مدار عقود، ظلت اجتماعات الجمعية العمومية السنوية تبرهن على أهمية نيويورك كعاصمة لعالم يتسم بالعولمة، حيث يجتمع قادة نحو 190 دولة معا ويتباحثون عبر دبلوماسية مرتجلة في ردهات الفنادق وغيرها بشأن كل القضايا من التغير المناخي إلى قضايا الحرب والسلام.
وقال تيجاني محمد بندي، رئيس الدورة السابقة من اجتماعات الجمعية العامة والمسؤول عن الترتيب للحدث الافتراضي إلى حد كبير لهذا العام، في مقابلة: "فقدنا إلى حد كبير النشاط والزخم وفرص عقد الاجتماعات بالحضور الشخصي".
ويعتبر هذا الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة الفجوة الرقمية والتعليم ونقص الاتصال والبنية التحتية للإنترنت عالي السرعة وأزمة التعليم والاقتصاد في ظل وباء كوفيد 19.