وقدم القيادي البارز في حزب "الليكود" الإسرائيلي جدعون ساعار، استقالته من الكنيست، معلنا عن تأسيسه حزبا سياسيا جديدا في مواجهة نتنياهو.
وساعار هو أحد أبرز وجوه حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وشغل مناصب وزارية في حكومات الأخير بين عامي 2009 و2014.
وقال مراقبون إن "انسحاب ساعار من الليكود سيؤثر بشكل مباشر على فرص نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة حال تم اللجوء لانتخابات مبكرة في مارس/آذار المقبل".
معادلة سياسية جديدة
ساعار الذي عاد إلى المشهد السياسي، أواخر 2019، حين هزمه نتنياهو في صراع التنافس على رئاسة الحزب، أعلن أن تشكيله حزب جديد سيسعى من خلاله إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية".
وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي" إن خطوة ساعار تشكل هزة سياسية ذات مغزى، خاصة في ضوء التوقعات بانضمام شخصيات يمينية بارزة إلى الحزب الجديد".
وأضافت أن استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي تشير إلى حصول الحزب الجديد على 10 مقاعد بالكنيست المكون من 120 مقعدا.
ونوهت بأن الحزب الجديد سيضعف من قوة "الليكود" الذي تشير الاستطلاعات إلى أنه كان سيحصل على 27-30 مقعدا قبل الإعلان عن الحزب الجديد.
ووجه ساعار انتقادات حادة إلى حزب "الليكود" قائلًا: "أصبح أداة للمصالح الشخصية للشخص المسؤول عنه، بما في ذلك الأمور المتعلقة بمحاكمته الجنائية".
وتابع: "لقد غير الليكود شخصيته بشكل كبير في السنوات الأخيرة. لم يعد بإمكاني دعم حكومة بقيادة نتنياهو أو أن أكون عضوا في حزب الليكود بقيادته، اليوم تحتاج إسرائيل إلى الوحدة والاستقرار – ولا يمكن لنتنياهو تقديم أي منهما".
من جهتها، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء قد يسعى الآن إلى منع جهود حل الكنيست والتوجه إلى انتخابات مبكرة.
ضربة مباشرة
منصور دهامشة، سكرتير الجبهة الشعبية، والقيادي في القائمة العربية المشتركة، قال: "بدون شك، يمثل انشقاق جدعون ساعار عضو الكنيست عن حزب الليكود واتجاهه لتشكيل حزب جديد هزيمة كبيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "انشقاق سعار عن الليكود يعمل على إضعاف نتنياهو وتقليل فرصه في الانتخابات القادمة، وهذا الموضوع له أبعاد كبيرة وسط المعادلة السياسية في إسرائيل".
وبشأن محاولة نتنياهو التقليل من أهمية هذا الانشقاق، قال دهامشة: "رد فعل طبيعي، باعتبار أن نتنياهو يحاول الحفاظ على حزبه ومؤيديه، لكن هذا غير صحيح تمامًا، التأثير سيكون كبيرًا".
وتابع: "وبناء على هذا الأمر من المحتمل أن يتم تأجيل الانتخابات، ولن يتم الاتجاه لحل الكنيست في الأسبوع القادم كما يتوقع البعض، لأن هذا سيضر بشكل مباشر بفرص نتنياهو السياسية".
الليكود وأزرق أبيض
بدوره قال محمد حسن كنعان، القيادي في القائمة العربية المشتركة، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، إن " انشقاق جدعون ساعار عن حزب الليكود يؤثر تأثيرًا مباشرًا على حزب الليكود، ويمنع بنيامين نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة في المستقبل، في حال جرت انتخابات وتم حل الكنيست".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "استطلاعات الرأي في إسرائيل أكدت بشكل كبير أن جدعون ربما يحصد أصواتًا كبيرة ويحصل على عدد كبير من المقاعد، وهذا الأمر سيكون على حساب حزب الليكود، وحزب أزرق أبيض بقيادة غانتس، وعلى أحزاب أخرى".
وتابع: "هذا الانشقاق أزعج نتنياهو وحزب الليكود، وباعتقادي أن هذا الأمر سيؤثر على إمكانية نتنياهو من تشكيل حكومة فيما بعد الانتخابات القادمة".
وعرض رئيس المعارضة، عضو الكنيست يائير لابيد، رئيس حزب "يش عتيد – تيلم" مشروع القانون لحل الكنيست موضحا الدوافع التي دفعته إلى طرح مشروع القانون، ومنها عدم إمكانية الحكومة الحالية القيام بمهامها في ظل أزمة كورونا وفي غياب ميزانية عامة للدولة منذ عامين وغيرها من الدوافع الأخرى.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي زعيم حزب "أزرق أبيض" الجنرال بيني غانتس، إن حزبه سيصوت اليوم لصالح حل "الكنيست" والتوجه إلى انتخابات مبكرة.
وكانت لجنة الكنيست البرلمانية صادقت على مشروع قانون الكنيست، استعدادا لبدء التصويت عليه الاثنين المقبل، لحل البرلمان والتوجه إلى انتخابات مبكرة، يوم 16 مارس/آذار المقبل.
