غالبا ما يكون الوضع الاجتماعي والإداري للمهاجرين متفاوتا في أوروبا، فالبعض أتى للدراسة والآخر قد يكون أتى عن طريق الهجرة غير الشرعية. ومن ناحية أخرى، يتمتع هؤلاء المنفيون بسمات مشتركة تتمثل في كونهم صغارا، حيث يبلغ متوسط العمر 29 عاما في عام 2019 وفقا لـ Eurostat. حسب ما جاء في وكالة الأنباء الفرنسية.
قامت الأستاذة في علم الاجتماع في كلية الدراسات المتقدمة في الصحة العامة، باتريشيا لونكل بالتعاون الباحثة أليسيا لوفيبور، عالمة الاجتماع ومديرة الدراسات في الكلية، مشروع بحث حول صحة المهاجرين الشباب.
تؤكد باتريشيا لونكل "لقد مروا بتجارب مؤلمة أثناء رحلة الهجرة، وهم معرضون لأمراض عقلية ونفسية جسدية".
وأضافت: "الإجهاد المزمن الناجم عن الأحداث المسببة للقلق على مدى فترة طويلة، هي واحدة من الأمراض التي كثيرا ما تذكر".
وتابعت: "هذه السلوكيات يمكن أن تكون خطيرة للغاية في حياة المهاجرين، فنوبات القلق أو الهلوسة التي تنتج عن الضغط المرتبط بعدم الوعي".
ومنذ بداية الأزمة الصحية، ازداد الشعور بانعدام الأمن بين المهاجرين، كان توزيع الغذاء في بعض الأحيان غير موجود وزادت العزلة بشكل حاد.
ومن جهتها، شرحت أليسيا لوفيبور: "لقد وضعنا الناس في أمان لكنهم وجدوا أنفسهم متروكين لأجهزتهم الخاصة، كما اضطرت العديد من الجمعيات الصغيرة إلى تعليق نشاطها، ووجد المهاجرون الشباب، الذين يعانون بالفعل من العزلة، أنفسهم مرة أخرى لم تعد وحيدة ".
وتابعت: "لم يعد هناك دفء عائلي من حولهم بقدر ما يعتمد التفاعل البشري بشكل أساسي على المتطوعين ، وقد تدهورت صحتهم العقلية أكثر".
وتضيف لوفيبور: "إن الدولة قلقة بشأن وضعهم الإداري ، لكنهم موجودون فقط بسبب وضعهم كمهاجرين وليس كأشخاص ضعفاء وكذلك وضعهم المادي المزري، فبعضهم في فقر مدقع".
واعتبرت الأكاديمية الوطنية للطب الوضع الصحي للمهاجرين "مقلقا"، مستشهدة بالاضطرابات العقلية "بمعدل ست مرات أكثر من عامة السكان بالإضافة إلى ظروف الإقامة والنظافة وكذلك التأخر في حصولهم على الحقوق المادية".