وأضاف "لقد بدا الأمر إقليميا وعربيا وخليجيا وما إلى ذلك، بينما حضور (مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره جاريد) كوشنر اجتماع القمة الخليجية في محافظة العلا يدل على أن الدور الأمريكي أساسي في قطع العلاقات وفي إعادتها".
وشدد موسوي على أن "قطر انتصرت في الحراك الدبلوماسي باعتبارها تمسكت بثوابتها ولم تتنازل، والسعودية وافقت على كل الشروط القطرية، وهذا انتصار لقطر".
وتابع "هناك تحرش واضح من الإدارة الأمريكية لتمزيق المنظومة الخليجية لابتزازها وحلبها".
ومضى موسوي بقوله: "الآن، وبعد استمرار الأزمة الخليجية لأكثر من ثلاث سنوات، فإن ترامب وهو يستعد للرحيل، يأمرهم بإعادة العلاقات، وهذا ما حصل"، مؤكدا في الوقت ذاته أن" المصالحة السعودية القطرية في الأساس هي أمر جيد".
واعتبر الخبير الاستراتيجي والدبلوماسي الإيراني السابق أن "العجلة والاستعجال السعوديان في المصالحة يدلان على أشياء غير سليمة من الجانب السعودي".
وقال موسوي: "طبعا الجانب القطري استفاد من هذه الظروف السعودية، حيث أن السعودية تمر اليوم بظروف خطيرة، من خسارتها في الحرب اليمنية ورحيل ترامب من البيت الأبيض وتغيير السياسية الأمريكية. والعلاقات تمزقت وتباعدت بين السعودية وقطر لسبب أمريكي واضح".
وبرهن على ذلك بأن العلاقات بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر مع قطر ساءت مباشرة بعد زيارة ترامب إلى الرياض، في 20 مايو/آيار 2017 (بدأت الأزمة الحليجية في 5 يونيو/حزيران من العام ذاته).
وأشار أمير موسوي إلى أن عدم تضمن بيان قمة "العلا" اتهامات وتحذيرات لإيران يدل على أن أكثرية الدول المشاركة لا تتطابق بسياساتها مع سياسة السعودية ضد إيران.
وقال في هذا الصدد: "هناك ثلاث دول لا ترغب بالتصعيد مع إيران على الأقل، هي قطر والكويت وسلطنة عمان، بالإضافة إلى أن الإمارات تحاول مجاملة إيران لظروفها الصعبة الآن، حيث ابتعدت نوعا ما عن سياسة التصعيد السعودية، خاصة بعد التطبيع مع إسرائيل والتحذيرات الإيرانية للإمارات".
من جانبه، لفت الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، مهدي شكيبايي، في حديث لـ"سبوتنيك" إلى أن "قطر واحدة من الدول التي سعت لأن تغير طريقها وتفصله عن السعودية وتتصرف بطريقة دولة مقاومة أمام الضغوط السعودية".
وأكد "بحجم القدرة والمدة التي قاومت بها قطر كانت المصالحة انتصارا كبيرا لها، وكانت هزيمة كبيرة للسعوديين".
وحول التقارير الإعلامية عن حدوث المصالحة بتوجيهات أمريكية، قال شكيبايي "لا أعتقد أن المصالحة بين قطر والسعودية تمت بطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل استخدام أراضيهم لشن هجوم على إيران، كما تدعي بعض وسائل الإعلام المتعلقة بالكيان الصهيوني، بل إن هذه المصالحة توحي بأنها نتيجة حاجة سعودية لترتيب موقعها قبل مجيء الإدارة الأمريكية الديمقراطية الجديدة".
وتابع، "أستبعد أن يقوم ترامب بشن هجوم على إيران من الأراضي القطرية، أو أن يسمح القطريون لأمريكا باستخدام أراضيهم لشن هجوم على أحد، ورغم ذلك، فإن إيران أعلنت بشكل رسمي بأن أية دولة تساعد في هجوم عليها فإنها ستتلقى النيران والصواريخ الإيرانية".
واتهمت إيران بعض دول المنطقة بمواصلة نشر ما وصفته بالإيرانوفوبيا (رهاب إيران)، وذلك بعد ما تناوله بيان قمة مجلس التعاون الخليجي التي عقدت أمس بالسعودية بشأن إيران.
وقال متحدث الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في بيان، اليوم الأربعاء، إن "إيران تستنكر الاتهامات المتكررة والتي لا أساس لها، والتي وردت في البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي".
واعتبر ولي العهد السعودي في افتتاح جلسة قمة "العلا"، أمس الثلاثاء، أن "الأنشطة الإيرانية تهدف لزعزعة الاستقرار بالمنطقة"، وأضاف "نواجه تحديات السلوك الإيراني التخريبي".
كما أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، على أهمية أن يكون لدول المنطقة "موقف موحد تجاه التهديدات الإيرانية لأمن واستقرار دول المنطقة، ليس فقط في البرنامج النووي، وإنما أيضاً بالتدخلات المستمرة في شؤون دول المنطقة، وما ينتج عن ذلك من عدم استقرار وحروب ودمار".
وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قد قال في تغريدة على "تويتر" يوم أمس، إن التوصل لاتفاق للمصالحة بين قطر ودول المقاطعة الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) يمثل نجاحا للدوحة ضد "الابتزاز والضغوط".
يذكر أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر فرضت، حظرا دبلوماسيا على قطر، وقطعت روابط التجارة والسفر معها منذ منتصف عام 2017 متهمة إياها بدعم الإرهاب، بينما نفت قطر ذلك قائلة إن الحظر يهدف لتقويض سيادتها.