وأشار الطبيب إلى أن فرنسا بحاجة اليوم إلى لقاح جديد بسبب النقص باللقاحات، فيما رأى من جانب آخر أن اللقاح قد يمثل فرصة لتقارب روسي أوروبي.
وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن فاعلية اللقاح "سبوتنيك V" أمس الثلاثاء، "منذ عدة أسابيع أرسلت فريقا علميا إلى روسيا للبحث بشأن اللقاح الروسي واللقاء كان إيجابيا. النتائج الأخيرة أظهرت أن اللقاح الروسي فعال".
حاجة فرنسا للقاح الروسي
وفي هذا الصدد قال الطبيب درقاوي، لوكالة سبوتنيك، "بحسب آخر دراسة نُشرت في مجلة ذا لانسيت العلمية فإن لقاح "سبوتنيك V" يتمتّع بالفعالية والرئيس ماكرون قال ذلك. اللقاح الروسي واعد، وفرنسا اليوم بحاجة للقاح جديد بسبب النقص في اللقاحات فشركات فايزر/بيونتيك وأسترازينيكا وموديرنا لا تؤمن كميات كافية من الجرعات".
وتابع: "شركات فايزر/بيونتيك وأسترازينيكا وموديرنا أعلنت عن تأخر في تسليم اللقاحات، فلما لا نحصل إذن على اللقاح الروسي؛ يجب عدم إدخال السياسة بالأزمة الصحية والرئيس ماكرون قال ذلك أمس".
واستطرد الطبيب درقاوي قائلا، "إنه ولكي يتم السماح باستخدام اللقاح الروسي في فرنسا، يجب على روسيا أن تقدم ملفا يحتوي على كل المعطيات حول اللقاح كما فعلت الشركات الأخرى لدى الوكالة الأوروبية للأدوية لكي يتم التحقق من النتائج والموافقة عليها".
وأردف قائلا: "في حال قامت الشركة المصنعة لسبوتنيك V، بالإجراءات التي ذكرتها، عندها ستقوم السلطة العليا للصحة في فرنسا بإعطاء موافقتها على اللقاح إذا لاحظت أن النتائج مرضية".
ورأى الطبيب درقاوي إلى أن "لقاح سبوتنيك V، يمكن أن يكون فرصة جيدة، علاوة على المسألة الطبية، للتقارب بين روسيا وأوروبا "لأن التقارب على المستوى الصحي قد يؤدي إلى تقارب في مجالات أخرى".
فاعلية لقاح "أسترازينيكا" المضاد لفيروس كورونا
وفيما يتعلق بلقاح أسترازينيكا التي وافقت عليه السلطة العليا للصحة في فرنسا، أمس الثلاثاء، قال درقاوي "لقاح أسترازينيكا فعّال بشكل مؤكد على الفئات العمرية بين الـ18 والـ65 عاما. لكن حتى الآن لا يُنصح باستخدامه لمن تجاوز عمره 65 عاما".
وأضاف:"هناك نقص في المعطيات حول فاعلية اللقاح على الذين يفوق عمرهم 65 عاما، لكن هذا لا يعني أن اللقاح ليس فعالا عليهم. المسألة تتعلق بالمعطيات وبنقص الأدلة".
وفي خطوة منتظرة أعطت السلطة العليا للصحة في فرنسا، أمس الثلاثاء رسميا، الضوء الأخضر لاستخدام لقاح أسترازينيكا ناصحة في نفس الوقت بعدم إعطائه لمن هم فوق الـ65 عاما.
هذا وقد كان وزير الدولة المكلف للشؤون الأوروبية، كليمون بوم، قد أعلن، خلال مقابلة مع إذاعة فرانس أنتير يوم الاثنين الماضي، عن بدء تسلّم أولى جرعات لقاح أسترازينيكا آخر الأسبوع الجاري ومطلع الأسبوع المقبل ليصبح بذلك ثالث لقاح يتم اعتماده رسميا بعد لقاح فايزر/بيونتيك ولقاح موديرنا المستخدم بكميات قليلة لغاية اليوم.
فرض حجر صحي ثالث في فرنسا
وحول احتمال فرض حجر صحي ثالث في فرنسا، قال الطبيب درقاوي: "من المحتمل جدا أن يتم فرض حجر صحي ثالث لأن أعداد المصابين ما زالت ترتفع. صحيح أن الأعداد ترتفع بشكل طفيف جدا وأن القيود المفروضة أبطأت انتشار الفيروس لكن هذا ليس كافيا".
وتابع: "بعض الفرنسيين لا يحترمون القيود الصحية فمن الصعب الالتزام بصرامة بكل التدابير وهذا يؤدي الى زيادة انتشار الوباء".
هذا وكان رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس، قد أعلن، يوم الجمعة الماضي، عن قرار السلطات إقفال الحدود مع جميع الدول باستثناء دول الاتحاد الأوروبي من أجل مكافحة التفشي "السريع" لفيروس كورونا، مستبعدا بذلك سيناريو فرض حجر صحي ثالث على البلاد.
وخلافا لكل التوقعات قال كاستيكس، إن السلطات تريد أن تعطي نفسها الفرصة لتجنب فرض حجر صحي جديد وذلك بعد أسابيع من التردد والجدل حول ضرورة فرض حجر صحي أم لا.
واعتبر مراقبون أن الرئيس ماكرون أراد بتجنبه فرض حجر صحي ثالث أن يبين سلطته وأن الكلمة الأخيرة له وليس للمجلس العلمي الذي كان قد دعا لفرض الحجر.
يشار إلى أن فرنسا قد بدأت عملية التطعيم في 27 من ديسمبر/كانون الأول الماضي بلقاح فايزر/بيونتيك. وشهدت عملية تسليم جرعات فايزر/بيونتيك تأخيرا مما أدى إلى تعقيد عملية التلقيح. وتسعى فرنسا عبر اعتماد لقاح أسترازينيكا إلى التسريع في عملية التلقيح للوصول لمبتغاها ألا وهو تطعيم جميع المواطنين بحلول الصيف المقبل.
وبلغ إجمالي الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد في فرنسا نحو 3.224.798 مليون شخص، وأودت مضاعفات الإصابة بحياة أكثر من 77 ألفا منهم.
