كان رجل يبلغ من العمر 38 عاما ويعرف الآن باسم ماتيا أو "المريض رقم واحد"، قد انتقل إلى المستشفى مصابا بحمى شديدة وسعال وضيق في التنفس يوم 18 فبراير/ شباط 2020. رفض ماتيا المكوث في المستشفى لذا وصف له الأطباء مضادات حيوية وذهب إلى منزله.
إلا أنه عاد في ذلك المساء وقد ساءت حالته واستلزم الأمر وضعه على جهاز الأكسجين. وبعد يومين، قالت زوجته للأطباء إنه تناول العشاء قبل بضعة أسابيع مع زميل ذهب إلى الصين.
لكن ماتيا لم تنطبق عليه معايير إجراء فحص كورونا الإلزامي لأنه لم يذهب إلى الصين هو نفسه.
قالت مالارا (39 عاما): "اضطررت لمرات عديدة أن أفسر سبب رغبتي في إجراء مسحة كوفيد له".
وقالت ريتشفوتي: "قررت أنا والدكتورة مالارا مخالفة البروتوكول". وأجرت الطبيبتان مسحة من الأنف لماتيا وأرسلتاها إلى مختبر في ميلانو.
وفي الساعة التاسعة والنصف مساء، رن جرس الهاتف. كانت النتيجة إيجابية، وفقا لـ "رويترز".
قالت ريتشفوتي (44 عاما): "لم نصدق. كنا نعتقد أنها مشكلة بعيدة لها علاقة بالصين، لكنها كانت بالفعل هنا معنا. ولم يكن ذلك في 20 فبراير فحسب، لكن قبل ذلك بكثير على الأرجح".
وفي الأيام التالية، أصبحت بلدة كودونيو التي يعيش فيها 15 ألف نسمة "عاصمة" أول "منطقة خطر" في أوروبا تُفرض فيها إجراءات العزل العام.
وقالت مالارا: "في البداية، تمنيت، بل تمنينا جميعا، أن يقتصر الفيروس على عدد قليل من الناس... لكن بعد ساعات قليلة جاء الكثيرون إلى وحدة الطوارئ وعليهم نفس الأعراض وبعد ذلك ببضعة أيام اتضح أن الفيروس انتشر وسط السكان".
ومنذ ذلك الحين، حصد "كوفيد-19" أرواح 95 ألف نسمة في إيطاليا، وهو ثاني أعلى عدد وفيات بالمرض في أوروبا بعد بريطانيا وسابع أعلى عدد على مستوى العالم.