وبحسب تصريحات لموقع قناة "الجزيرة" فقد أكد مصدر في لجنة المصالحة الأفغانية، اليوم الاثنين، أن اللجنة وافقت على بندي المبادئ الإرشادية ووقف القتال المطروحين في المبادرة الأمريكية الجديدة.
وقال المصدر إن اللجنة ترى أن إجراء انتخابات مبكرة أفضل من تشكيل حكومة مؤقتة، مشيراً إلى أن اقتراح تشكيل حكومة مؤقتة "مثير للجدل".
وأشار إلى أن لجنة المصالحة بدأت دراسة وتقييم مقترحات السلام الجديدة التي تسلمتها من المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد الأسبوع الماضي في الدوحة، مشيراً إلى أن المبعوث الأمريكي اقترح أفكاراً لوقف إطلاق النار وإجراء الانتخابات.
وكانت لجنة المصالحة الأفغانية، قد عقدت اجتماعاً، أمس الأحد، ضم قادة عدد من الأحزاب السياسية ومسؤولين رفيعين بالحكومة، لمناقشة مسودة تتضمن الرؤية الأمريكية لسلام أفغانستان، التي قدمها المبعوث الأمريكي إلى الحكومة.
وذكرت هذه اللجنة أنه "جرى خلال اللقاء التأكيد على ضرورة تسريع عملية المفاوضات بين الأطراف الأفغانية وتعزيز التوافق الوطني والإقليمي والدولي من أجل السلام"، مطالبين بضرورة إعلان وقف إطلاق النار، وإنهاء العنف، وضمان سلام دائم ينهي الحرب في البلاد.
وقد أعلن الرئيس الأفغاني، أشرف غني، السبت 6 مارس/ آذار الجاري، أن حكومته "مستعدة لمناقشة إجراء انتخابات جديدة لدفع محادثات السلام مع طالبان"، مشددا على ضرورة أن "تتشكل أي حكومة جديدة من خلال العملية الديمقراطية"، مضيفا في مستهل جلسة للبرلمان في كابول، "بالنسبة لنا، انتقال السلطة عبر الانتخابات مبدأ غير قابل للتفاوض، ونحن على استعداد لبحث إجراء انتخابات حرة ونزيهة لا تقصي أحدا برعاية المجتمع الدولي، ويمكننا أيضا التحدث عن موعد الانتخابات والتوصل إلى نتيجة".
يشار إلى أن العاصمة القطرية الدوحة، كانت قد شهدت جتماعاً ثلاثياً ضم وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المكتب السياسي لـ"طالبان" الملا عبد الغني برادر، والمبعوث الأمريكي لأفغانستان زلماي خليل زاده، جرى خلاله "مناقشة المسارين الأمني والسياسي في المفاوضات الأفغانية - الأفغانية التي تستضيفها الدوحة".
وكانت أنباء قد تواترت عن اعتزام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تأجيل انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، المقرر في الأول من مايو المقبل، عاماً كاملاً.
جدير بالذكر أن الولايات كانت قد وقعت اتفاقاً مع طالبان أواخر فبراير 2020 بالعاصمة القطرية، يقضي بانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان مقابل تعهد الحركة بعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية لاستهداف مصالح واشنطن ومصالح حلفائها.
وفي 12 سبتمبر الماضي انطلقت مفاوضات سلام بالدوحة بين الحكومة الأفغانية وطالبان بدعم من الولايات المتحدة، من أجل إنهاء 42 عاماً من النزاع المسلح، ورسم المستقبل السياسي للبلاد مرحلة ما بعد الحرب.
لكن هذه المفاوضات شهدت تعثراً خلال الأسابيع الأخيرة بعد إعلان إدارة جو بايدن أنها ستراجع الاتفاق الذي أبرمته إدارة ترامب، في حين تصاعد العنف وعمليات القتال بين الحكومة الأفغانية وطالبان.