أعلنت الوكالة الذرية أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في مفاعل نطنز تحت الأرض، وطالبت إسرائيل دول العالم بالوقوف ضد طهران، فيما أكد مجلس الوزراء السعودي أهمية تمديد حظر السلاح على إيران.
يرى مراقبون أن "زيادة الضغوط الدولية على إيران تأتي في ظل فشل كافة المحاولات لإجبار طهران على القبول بالشروط الأمريكية"، مؤكدين أن "إيران لا تكترث لتلك الضغوط وأنها ماضية في خفضها التدريجي لالتزاماتها طالما لا تزال العقوبات الأمريكية مستمرة".
تصعيد الضغوط
وصرحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء الماضي، أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في مفاعل نطنز تحت الأرض، بنوع ثان من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة (آي. آر. 4)، في خرق آخر لاتفاق طهران مع القوى الكبرى.
وأشارت الوكالة الدولية في تقرير لها أنها تحققت من أن إيران بدأت في ضخ سادس فلوريد اليورانيوم في سلسلة من 174 جهاز طرد مركزي من طراز (آي. آر.4) تم تركيبها بالفعل في محطة تحت الأرض، وفقا لـ"رويترز".
طالب الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريڤلين، الأسرة الدولية بالوقوف صفا واحدا ضد تحول إيران إلى قوة نووية، والتصدي لدعمها للمنظمات الإرهابية التي تهدد إسرائيل والاستقرار في المنطقة، حسب وصفه.
في السياق ذاته أوضح مجلس الوزراء السعودي أن التأكيد على أهمية تمديد الحظر السلاح على إيران، يأتي "في ظل استمرارها في تزويد ميليشيا الحوثي الإرهابية بالأسلحة المتطورة والطائرات المسيرة التي تُستخدم في إرهاب اليمنيين، واستهداف المدنيين والأعيان المدنية في المملكة بطريقة متعمدة وممنهجة"، على حد تعبيره.
وذكر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أن الجهود الرامية لإحياء المحادثات النووية الإيرانية تواجه صعوبات بسبب مشكلات تكتيكية والوضع الداخلي في إيران قبيل الانتخابات الرئاسية هناك في يونيو/ حزيران المقبل.
محاولات جديدة
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "التغيير الأمريكي والأوروبي كان في اللهجة فقط، أما على أرض الواقع لم تشهد إيران أي أفعال واقعية تمهد للعودة الأمريكية للاتفاق النووي".
وبشأن الضغوط التي تمارسها مؤخرًا وكالة الطاقة الذرية وأوروبا، يرى غروي أن "ذلك يأتي في سبيل الضغط على إيران، من أجل القبول بالشروط الأمريكية، والعودة للاتفاق"، مضيفًا: "وتختلف رؤية طهران لهذا الأمر، حيث ترى أنها لا تزال ضمن الاتفاق النووي، وأمريكا هي التي خرجت، وأن الخطوات التي تتحرك فيها تأتي أيضا ضمن الاتفاق".
"خروج أمريكا من الاتفاق جاء بسبب خروج إيران"، كان هذا أحد الأسباب التي ذكرها غروي والتي يعتقد أنها تقف وراء تصعيد الضغوط الأمريكية ضد بلاده، مؤكدًا أن "السبب الآخر يكمن في رغبة واشنطن إيهام العالم بأنها تتحرك بشكل إيجابي، وأن طهران هي من لا ترغب في الحوار وتعرقل المفاوضات".
ويعتقد المحلل الإيراني أن "شروط بلاده واضحة وصريحية فيما يخص إمكانية إحياء الاتفاق النووي، أهمها عودة أمريكا ورفع العقوبات دون وضع أي شروط جديدة، خاصة فيما يتعلق بإضافة بعض البلدان ضمن الاتفاق، أو وضع بنود جديدة، وهو ما يمثل خطًا أحمر لطهران لا يمكن القبول به".
وفيما يخص التصريحات الأمريكية التي يسوقها بايدن بشأن رغبته في التفاوض، أبدى غروي تعجبه من هذه السياسة، مضيفًا: "ليس بالتصريحات يمكن لإيران بيع نفطها أو فتح مالها السياسي، طهران شبعت من التصريحات وتريد أفعالًا على الأرض، كي تعود الأمور لنصابها مرة أخرى".
تحرك إيراني
ويرى في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن "إيران ماضية في التصعيد تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، عبر تقليل تنفيذ تعهداتها في الاتفاق النووي، وذلك من أجل دفع واشنطن إلى رفع العقوبات عن إيران العودة للاتفاق".
"أمريكا المختار في القرية الدولية"، هكذا تصف إيران المحاولات الدولية للضغط عليها، وفقا للمحلل الإيراني، والذي أكد أن "طهران لا تعول كثيرًا على تصريحات فرنسا، والتي تأتي إرضاءً للمملكة العربية السعودية وأملًا في حصد مكاسب اقتصادية".
أما فيما يخص التصريحات السعودية، فيؤكد ابشناس أنها "طبيعية في ظل معاداة المملكة العربية السعودية إيران بشكل رسمي، وإن لم تقم بهذه التصريحات العدائية سيكون الأمر عجيب".
وفي نهاية فبراير/ شباط الماضي، أعلنت إيران، تركيب أجهزة جديدة متطورة للطرد المركزي من جيل "آي آر 6" و"آي آر 2" في موقع فوردو النووي، في خطوة حظيت بقلق واهتمام الغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويأتي ذلك، بعد إعلان إيران تعطيل العمل بالبروتوكول الإضافي للاتفاق النووي، بما يضع حدا لعمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للمنشآت النووية في البلاد.