باريس - سبوتنيك. وقالت وزارة الجيوش الفرنسية، في بيان، إنها "تصرّ بكل قوّة على أن الغارة الجوية التي نفذت في الثالث من كانون الثاني/يناير الماضي في مالي استهدفت جماعة إرهابية مسلحة " ولم تستهدف مدنيين، مشيرة إلى أن "لديها العديد من التحفظات بشأن المنهجية التي اتبعها تقرير الأمم المتحدة حول القصف الجوي الفرنسي في مالي".
واعترضت الوزارة على الشهادات التي أدلى بها سكان محليون والتي "لا يمكن التأكد من صحتها كما تعارض الفرضيات التي لا تعتمد على منهجية استخباراتية"، مؤكدة أن "الضريات الجوية لم تتسبب في مقتل أي امرأة أو طفل بل أدت إلى مقتل إرهابيين".
وتابع البيان الفرنسي أن "تقرير الأمم المتحدة يعتمد على شهادات سكان محليين لم يتم الإفصاح عن هوياتهم أو الظروف التي أدلوا بها بشهاداتهم"، وأنه "من المستحيل التمييز بين المصادر الموثوقة والشهادات المزيفة الصادرة عن مواطنين متعاطفين مع الإرهابيين".
وأوضح أيضا أن الضربة الجوية "اعتمدت على معلومات استخباراتية دقيقة تسمح باحترام القانون الدولي الإنساني".
وكان التقرير الأممي حول الضربة العسكرية الفرنسية أشار إلى أنها استهدفت حفل زفاف في بونتي وسط البلاد، حضره 100 من المدنيين وكان بينهم عدد من المسلحين.
وأوضحت الأمم المتحدة أن تقريرها اعتمد على عمل 15 محققا بدأوا عملهم منذ الرابع من كانون الثاني/يناير الماضي وحتى 20 شباط/فبراير من العام الجاري، وذلك في مناطق باماكو وموبتي وسيفاري ودوينتزا وباونتي وسط مالي.
وأشار التقرير إلى أن الضربة الجوية الفرنسية التي استهدفت بوتني في الثالث من يناير قتلت 19 مدنيا.
كما أشار التحقيق إلى أن الضربة استهدفت حفل زفاف، كان يحضره نحو 100 مدني وخمسة مسلحين.
ويواجه الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل انتقادات كثيرة بعد أن فشلت قوة "برخان"، التي يبلغ عدد جنودها 5100 جندي، في دحر المجموعات الإرهابية التابعة للقاعدة وداعش [تنظيمان إرهابيان محظوران في روسيا وعدد كبير من الدول].
ورفعت الهجمات الإرهابية الأخيرة عدد القتلى الفرنسيين، في المعارك التي تدور رحاها على أراضي مالي والنيجر وبوركينا فاسو، إلى 50 جنديا منذ عام 2012.
وتأسست مجموعة الدول الخمس في الساحل الأفريقي في شباط/ فبراير 2014، وأنشأت هذه المجموعة عام 2017 قوة عسكرية خاصة بها تقوم بعمليات محدودة على الحدود بين بلدان المجموعة، وهي تأمل في الحصول على دعم كبير من الدول الأوروبية لاستعادة الزخم في معركة طال أمدها مع المتطرفين.