وأوضح إلياس في حديثه لوكالة "سبوتنيك"، أن الأزمة الأخيرة التي حدثت بعد زيارة وفد أوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي وما نجم عن الزيارة من أزمة بروتوكولية "أخذت كل من تركيا والاتحاد الأوروبي ترمي بالتسبب بها على الطرف الآخر لتؤشر إلى مدى التعقيد الذي وصلت إليه العلاقات التركية الأوروبية".
وتابع "وصف رئيس الوزراء الإيطالي للرئيس التركي بأنه ديكتاتور يوضح الخلاف الحاصل في وجهات النظر والسلوكيات المتبعة بين الطرفين".
ووصف إلياس ردة فعل إيطاليا على موقف تركيا بأنه "يعكس موقفا متطرفا جدا من إيطاليا خصوصا وأن الأزمة البرتوكولية كان من الممكن تداركها عن طريق بيانات مشتركة بين الخارجية التركية والاتحاد الأوروبي".
واعتبر الباحث السياسي أن "الموضوع أكبر من كونه أزمة بروتوكولية ومرتبط بالخلاف في شرق المتوسط بدليل حديث رئيس الوراء الإيطالي بما يمليه عليه الواقع من التعقيد الحاصل في تلك المنطقة والتوجه الجديد الذي بدأت تعتمده تركيا حيال الاتحاد الأوروبي خصوصا أن السلوكيات التركية الأخيرة بدأت تبرهن على أن هناك ضعفا في التنسيق داخل هيكلية الاتحاد الأوروبي".
وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي قد اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإهانة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين هذا الأسبوع ودعا إلى ضرورة التعامل بصراحة مع "الطغاة"، مما أثار تنديدا من أنقرة.
وكانت فون دير لاين قد فوجئت عندما جلس شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي على المقعد الوحيد المتاح بجوار أردوغان في قصره الرئاسي يوم الثلاثاء، وفي مقطع مصور للواقعة وقفت رئيسة المفوضية، وهي المرأة الوحيدة في اللقاء، لبرهة وأتت بحركة تنم عن دهشتها من الرجلين قبل أن تجلس على أريكة مقابلة للمقعدين الرئيسيين.
واستدعت وزارة الخارجية التركية السفير الإيطالي في أنقرة بسبب تصريحات دراجي وانتقد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو هذه التصريحات، وأشار الى أن ترتيب الجلوس في الاجتماع يتفق مع مطالب الاتحاد الأوروبي والبروتوكول الدولي وإن تركيا تتعرض "لاتهامات جائرة".