القاهرة – سبوتنيك. الرحيل الأمريكي المتعجل خلق تساؤلات حول تأمين البلاد والمرافق الأساسية مثل مطار كابول، خاصة مع ظهور تنظيم "داعش" [ الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من دول العالم]، وتنفيذه تفجيرات بالقرب من المطار.
في حديث مع وكالة "سبوتنيك"، يقول الخبير الأمني ورئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، سمير راغب، إن إدارة مرفق مثل المطار "لابد أن تتم عبر دولة ثالثة، تركيا أو قطر على سبيل المثال، لأن لديهم مصداقية لدى الطرفين، حركة طالبان (المحظورة في روسيا) والعالم، لأن المراقبين الجويين لابد أن يحصلوا على اعتماد دولي من منظمات الطيران، وبدون هذه الاعتمادات لن يسمح للطيران بالتواجد في مطار أفغانستان، سواء هذه الاعتمادات للمراقبين والمرشدين وأطقم الصيانة والخدمات الأرضية والجوازات وغيرها، لذلك لابد من مرحلة انتقالية لإدارة المطار".
وأضاف "أما تأمين المطار، فسيكون لحركة طالبان، وتركيا لن تتواجد بقوات عسكرية".
وحول احتمالية أن تنفذ واشنطن ضربات عسكرية عقب خروج قواتها من أفغانستان على غرار ما فعلته يومي الجمعة والأحد الماضيين، إذ نفذت ضربات عسكرية وقالت إنها تستهدف بها عناصر لتنظيم "داعش"، قال راغب إن "أمريكا يمكن أن تقوم بضربات جوية بعد خروجها، الآن الضربات التي تقوم لتأمين عملية الإجلاء بشكل عام، بدون الحاجة للتنسيق مع الجانب الأفغاني، لكن ما بعد 31 أغسطس/ آب لابد لواشنطن أن تتعاون وتنسق مع حركة طالبان إذا أرادت تنفيذ ضربات في أفغانستان، حتى لا تستهدف طالبان طائراتهم أو مصالحهم".
ويتابع "وطالبان ستتعاون معهم في تحديد الإحداثيات والتنسيق، وفي هذه الحالة ستصبح ضربات الولايات المتحدة ضربات صديقة".
لم يمر كثير على تولى حركة طالبان السلطة في أفغانستان حتى ظهر تنظيم داعش الإرهابي [المحظور في روسيا] ونفذ سلسلة من الانفجارات بالقرب من مطار كابول، أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص بينهم جنود أجانب، وهي التفجيرات التي ردت عليها الولايات المتحدة بغارات تستهدف عناصر التنظيم.
في هذا السياق، يقول راغب إن "تنظيم داعش يشعر بالغيرة، لأنه في 2014 هو من أعلن فكرة الدولة الإسلامية في الشام والعراق، لكن فشل نتيجة الضربات التي تعرض لها من كل العالم الأمريكان والروس والإيرانيين والسوريين والحشد الشعبي، وبالتالي أصبح الآن تنظيم القاعدة الذي خرج من داعش هو من نجح في فكرة الإمارة الإسلامية".
وأضاف راغب أن "داعش ستحاول بالطبع حشد قواتها في أفغانستان، لكن أفغانستان هواها قاعدي وطالباني لن تقبل الدواعش خاصة وأن حركة طالبان هي حركة إسلامية وعرقية من البشتون، عكس داعش القائم على الأجانب والأقليات، لكن تنظيم داعش سيحاول مصارعة طالبان ليثبت وجوده".
لكن يستبعد الخبير الأمني أن تتمكن الحركة من السيطرة على مناطق أو يكون له وجود قوي، حيث يقول إن "حركة طالبان حصلت على كمية كبيرة من السلاح الأمريكي ومدرعات والطائرات والمدافع الثقيلة والذخائر، فصعب جدا لتنظيم داعش أن يتغلب على طالبان، خاصة وأن طالبان أيضا ستسيطر على الجيش الأفغاني والشرطة".
واختتم قائلا: "فكرة ان داعش ينتصر أو يتغلب على طالبان مستبعدة، خاصة وأن فكر داعش متوحش أكثر من "طالبان" و"القاعدة" (التنظيم الإرهابي المحظور في روسيا)، لكن يمكن أن تبقى الحركة في صورة عمليات انتحارية وعمليات تقوض حصول طالبان على الحكم بدون مواجهة"، ويردف "أيضا أعداد داعش ليست كبيرة تتراوح بين 1000-1500 مقاتل، وآلاف يتبعون لحركة طالبان".
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار طالبان الآن عبر سبوتنيك.
