فهي وسيلة احتجاجية جديدة، فبعد أن بحّت الحناجر في الساحات منذ انطلاق انتفاضة 17 تشرين الأول، قرع المتظاهرون الطناجر في المناطق كافة.
واحتشد الآلاف في وسط بيروت في مسيرة حاشدة من ساحة الشهداء إلى ساحة رياض الصلح. وقرع المتظاهرون الطناجر وأسوار الحديد والحيطان، ما عكس مشهدا احتجاجيا حضاريا وجامعا.
ينسب البعض هذه الظاهرة إلى شيلي عام 1971 خلال حكم سلفادور أليندي، بعدها بات شائعا مع تولي الديكتاتور أوغستو بينوشيه، وآخرون يقولون إنه انطلق في الجزائر خلال الثورة ضد المستعمر الفرنسي، وفريق ثالث يرده إلى أعوام ما قبل الميلاد.
علقت صحيفة "لوموند" الفرنسية على طقس "قرع المهارس"، أي قرع الأواني، في الجزائر واعتماده خلال الحراك الشعبي الذي بدأ في 22 شباط/ فبراير الماضي، مذكرةً بأنه كان "سلاح التعبئة" ضد الاستعمار الفرنسي عام 1960.
لكن الثابت أنه أكثر انتشاراً في أمريكا الجنوبية، خاصةً فنزويلا والأرجنتين وشيلي وكولومبيا وأوروغواي والإكوادور وكوبا وبيرو والبرازيل، كما نقل موقع "رصيف 22".
ويمتاز هذا الشكل الاحتجاجي بأنه يمكن حتى أولئك الذين يخشون الخروج إلى الساحات أو لا يستطيعون ذلك، من التعبير عن موقفهم من المنازل.
في عام 2012، خرجت مسيرة "قرع الطناجر" في الضفة الغربية اعتراضاً على الغلاء وارتفاع الضرائب، تلتها عدة مسيرات في مدينة نابلس عامي 2013 و2015. وقد شاءها المشاركون رمزاً إلى الفقر والجوع والبطالة.
مسيرة "قرع الطناجر" في مدينة رام الله مساء اليوم تضامناً مع الأسير الصحفي المضرب عن الطعام محمد القيق. pic.twitter.com/zf0kfPwQGG
— وكالة شهاب (@ShehabAgency) February 8, 2016
في نيسان/ أبريل 2017، انطلقت مسيرة "قرع الطبول" في فلسطين أيضاً، تحديداً في رام الله تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين الذين كانوا في إضراب مفتوح عن الطعام على مدى أكثر من أسبوع، داعين إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية. ورمز ضرب الطناجر حينذاك إلى شعورهم بالجوع الذي يعيشه الأسرى.