وبحسب ما كشفه مصدر من المشاركين في الاجتماعات التشاورية السابقة لـ"سبوتنيك"، اتفقت القبائل على دعم وتأييد المؤسسة العسكرية الليبية، على ألا يصور ذلك كتأييد لصالح شخصية بعينها، والتأكيد على رفض الاتفاقات الموقعة بين حكومة "الوفاق" وتركيا، ورفض "استجلاب مرتزقة أجانب من الخارج".
مسارات الحل
ستؤكد القبائل المجتمعة على استمرار توقف ضخ النفط، للضغط على المجتمع الدولي للعمل على إنهاء الأزمة لا إطالتها، والسير نحو انتخابات رئاسية وتشريعية، وتفعيل قانون العفو العام الصادر عن البرلمان الليبي لصالح كافة السجناء السياسيين، ووجوب حل جميع الميليشيات المسلحة ونزع أسلحتها، والبدء في عمليات مصالحة وطنية بين القبائل والمدن الليبية.
الجهاد ورفض التدخل الأجنبي
من ناحيته قال مفتاح أبو خليل عميد بلدية الكفرة، إن ملتقى القبائل والمدن والنخب الليبية، يعقد تحت شعار "حي على الجهاد".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك":
أهداف الملتقى تتمحور حول مواجهة التدخل الخارجي في الشؤون الليبية، خاصة "التركي- القطري"، وكذلك دعم البرلمان والجيش الليبي، وكذلك محاولة حل كل الخلافات بين القبائل والمدن بجهود ليبية محلية.
من جانبه قال النائب حمد العبيدي، إن تحرك القبائل الليبية جاء في الوقت الراهن بعد أن أغلقت حقول النفط وأصبح موقفها يؤثر في المشهد بشكل قوي.
لماذا تحركت القبائل الآن؟
وأضاف العبيدي في تصريحات لـ"سبوتنيك"، الخميس أن تطورات الوضع على الأرض دفعت القبائل إلى التحرك، خاصة بعد تواجد "مرتزقة أجانب على الأرض الليبية"، وهو ما ترفضه القبائل بشكل قاطع.
وبحسب العبيدي، فإن إجماع القبائل له تأثيره الكبير، خاصة فيما يتعلق بدعم الجيش الليبي، نظرًا لأن الكلمة الأولى في ليبيا هي للقبائل حتى الأن، وأنه حسب التركيبة الليبية فإن الطرف الذي تصطف له القبائل يتمكن من السيطرة والبقاء نظرا لسلطة القبائل على مستوى القواعد الشعبية.
ما هي سلطة القبائل في ليبيا؟
وحول تعبير القبائل المجتمعة عن كامل ليبيا، أوضح العبيدي، أن 80% من القبائل الليبية مع اجتماعات ترهونة اليوم، وأن نسبة القبائل المشاركة من الغرب أكبر من الشرق الليبي.
ويرى العبيدي أن اجتماعات القبائل لها تأثيرها القوى على المسارين السياسي والعسكري، خاصة أن المجتمع الليبي تسيطر عليه القبيلة لدرجة كبيرة من شأنها تحديد مصير الأطراف المتنازعة.
تأثير قرارات القبائل
من ناحيته قال صقر بوجواري عميد بلدية بني غازي، إنه القرارات التي ستخرج عن اجتماع القبائل اليوم سيكون لها تأثيرها في كافة المسارات الحالية.
واتفق بوجواري على أن سبب التحرك في الوقت الراهن هو وصول مرتزقة إلى ليبيا، وإعلان التدخل من قبل بعض الدول، وهو الأمر الذي لا يمكن أن تقبل به القبائل صاحبة السلطة الأعلى في البلاد.
وشدد على أن القبائل قادرة على التحكم في المشهد السياسي في ليبيا، وأن إغلاقها لحقول النفط يبرهن على تلك القوة والتحكم في مسارات المشهد.
لقاء ليبي روسي
التقى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خلفية حفتر، وبحثا الوضع في ليبيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان:
في 19 فبراير/ شباط، التقى وزير الدفاع الروسي، الجنرال سيرغي شويغو، مع قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خلفية حفتر. وخلال الحوار، نوقش الوضع في ليبيا.
وتابع البيان: "تمت الإشارة إلى الدور الهام للمفاوضات التي عقدت في 13 يناير/ كانون الثاني من هذا العام في موسكو لإقرار وقف إطلاق النار وبدء تسوية الوضع في البلاد".
وجاء في البيان أيضا: "أكد الطرفان مرة أخرى على عدم وجود بديل للسبل السياسية لحل الأزمة الليبية، فضلاً عن الالتزام باستقلال ليبيا ووحدتها وسلامة أراضيها".
انقسام حاد
وتعاني ليبيا انقسامًا حادًا في مؤسسات الدولة، بين الشرق الذي يديره مجلس النواب والجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وبين الغرب حيث المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، وهي الحكومة المعترف بها دوليا إلا أنها لم تحظ بثقة البرلمان.
هذا وتدور بالعاصمة الليبية طرابلس ومحيطها، منذ الرابع من أبريل/ نيسان من العام الماضي، معارك متواصلة بين قوات الجيش الليبي وقوات تابعة لحكومة الوفاق، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى.
واستضافت العاصمة الألمانية برلين في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، مؤتمرا حول ليبيا بمشاركة دولية رفيعة المستوى. وأصدر المشاركون بيانًا دعوا فيه إلى تعزيز الهدنة في ليبيا، ووقف الهجمات على منشآت النفط، وتشكيل قوات عسكرية ليبية موحدة، وحظر توريد السلاح إلى ليبيا.
