ومع إمكانية إطاحة التحالف بنتنياهو من المشهد السياسي، يسعى الرجل جاهدًا لعقد اتفاق مع غانتس لتشكيل حكومة وحدة وطنية، أو حكومة طوارئ لمدة 6 أشهر، في ظل انتشار كورونا.
في الوقت نفسه أعلن حزب الليكود عزمه طرح مشروعين بالكنيست لضم أجزاء من الضفة، وإعدام الأسرى الفلسطينيين الذين تورطوا في قتل إسرائيليين، في خطوة وصفها المراقبون بحيلة للوقيعة بين غانتس والعرب.
ولم يستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بيني غانتس دخوله في ائتلاف حكومي بقيادة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.
وقال غانتس في تصريح للقناة الـ 12 للتلفزيون الإسرائيلي، أمس الخميس، إن "هناك مبادئ ولكن هناك أيضا ظروف الأزمة المالية".
وأضاف أنه "من غير الصحيح التشبث بتصريحات تم إطلاقها هنا أو هناك"، في إشارة إلى تصريحاته السابقة التي تحدث فيها عن استحالة الدخول في حكومة برئاسة نتنياهو.
وتم تكليف بيني غانتس بتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة في أعقاب الانتخابات التي جرت في 2 مارس الجاري، وهي الانتخابات الثالثة خلال العام الأخير، حيث لم يتمكن نتنياهو أو منافسوه من تشكيل الحكومة.
صمود عربي
منصور دهامشة، وكيل القائمة العربية المشتركة، قال إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو يسعى بكل قوته لإفشال تحالف القائمة العربية مع بيني غانتس رئيس حزب أزرق أبيض".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "هذه المحاولات إلى الآن باءت كلها بالفشل، في ظل استمرار الوقفة النضالية لأعضاء القائمة من أجل تغيير الحكومة في إسرائيل، وإبعاد نتنياهو عن المشهد السياسي".
وأشار إلى أن "الاثنين القادم سيشهد الاجتماع الأول للكنيست بحسب قرار محكمة العدل العليا، وسيتم اختيار اللجنة التحضرية للكنيست، وهي التي ستعطي القوة الكبيرة والزخم لغانتس، من أجل أن يبدأ في تشكيل حكومته".
محاولة تفكيك
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية، إن "نتنياهو يستهدف حاليًا تفتيت تحالف القائمة العربية المشتركة مع بيني غانتس".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "حزب الليكود تقدم بمشروعين للكنيست الإسرائيلي لضم أجزاء من الضفة وإعدام أسرى فلسيطنيين، وذلك بهدف لإحراج وتفكيك التحالف الجديد الذي يدعم بني غانيتس لتشكيل الحكومة الجديدة وخاصة القائمة العربية المشتركة خاصة أن العرب سيرفضون هذه المشاريع فيما كان ليبرمان يطالب من قبل بتنفيذ هذه المشاريع".
وتابع: "قد نشهد في حال التصويت على هذه القرارات قبل تشكيل الحكومة تفكك تحالف بني غانتس وعجزه عن تشكيل الحكومة، أما من ناحية السلطة الفلسطينية فلن تستطيع فعل شيء غير التوجه للأمم المتحدة لإصدار قرارات إدانة جديدة لهذه المشاريع".
مشروعات الليكود
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، الأربعاء، إن رئيس كتلة الليكود في الكنيست، ميكي زوهر، قدم مشروعي القانون إلى الكنيست.
وفي هذا الصدد، أشارت الصحيفة إلى أن "حزب أزرق أبيض" قال خلال الحملة الانتخابية إنه يؤيد ضم غور الأردن وشمال البحر الميت وأجزاء واسعة أخرى من الضفة الغربية.
وذكرت أن حزب إسرائيل بيتنا كان هو من بادر في السابق إلى طرح مشروع قانون لفرض عقوبة الإعدام على أسرى فلسطينيين متهمين بقتل إسرائيليين.
ونقلت الصحيفة عن رئيس كتلة "الليكود" ميكي زوهر قوله: "دعونا نرى هذا التعاون الرائع بين القائمة المشتركة وإسرائيل بيتنا، وأزرق أبيض، هل سنراهم يعارضون هذه التشريعات لإرضاء أصدقائهم الجدد من القائمة المشتركة؟".
يشار إلى أنه أجريت الانتخابات البرلمانية للكنيست الـ23، في الثاني من الشهر الجاري، وحصل حزب "الليكود" الحاكم، بقيادة نتنياهو، على 36 مقعدا، في حين جاء حزب "أزرق أبيض"، بزعامة غانتس، في المرتبة الثانية بحصوله على 33 مقعدا فقط.
وحصلت "القائمة المشتركة" على 15 مقعدا، فيما حصل حزب "شاس" على 9 مقاعد، وحزب "يسرائيل بيتينو" على 7 مقاعد، وحزب "يهدوت هتوراه" 7 مقاعد، وكتلة "العمل - غيشر - ميرتس" 7 مقاعد، نهاية بحزب "يمينا" الذي حصل على 6 مقاعد.