تعيش الحالة السورية هذه الأيام تخبطات سياسية وميدانية حادة جداً، بين جميع الأطراف المتحاربة على الساحة السورية، سواء أكان على الساحة الداخلية، والحرب الضروس الدائرة بين الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة، وبين تنظيم "داعش" الإرهابي والمجموعات الإرهابية المسلحة الأخرى التابعة له وغير التابعة، والتي تدار بشكل مكشوف من قبل قوى إقليمية ودولية لم تعد تخفى على أحد. لكن الأمر المستجد هنا هو التناقضات في التصريحات والمواقف وحتى في الفعل بين هذه القوى الإقليمية والقوى الدولية الراعية أو الداعمة لها، فنرى أن تركيا تحضر لشيء ما من خلال وضع داوود أوغلو تحت الضوء والحديث عن إمكانية تحمله الأخطاء تجاه سوريا، والسعودية مازالت تحافظ على موقفها من الأزمة في سوريا برمتها. فرنسا تعمل لوحدها وتصرح بأن الظروف الحالية والتصعيد الذي وصل إليه الجميع لا يمكن أن يكون في صالح الحل السياسي لا بل صرح مصدر مسؤول فرنسي بأن ما بني من أجل الحوار والحل السلمي قد انهار بالكامل. وزراء دفاع روسيا وسوريا وإيران يحضرون لعملية كبرى حسب تقديرات الخبراء، والولايات المتحدة تحاول إرضاء روسيا من تحت الطاولة، ومن فوقها تارة تهدد وتارة تدعم الأطراف التي تخرق الهدنة، وتارة أخرى تقدم مقترحات من أجل تعزيز التهدئة والهدنة على جبهة حلب بشكل خاص. وروسيا على لسان نائب وزير خارجيتها غينادي غاتيلوف تؤكد على أن الحوار لا يجب أن يكون رهينة لترددات وتمنع مجموعة بعينها من المعارضة السورية تريد إملاء شروطها على باقي الأطراف. وطبعاً العد هنا يطول، لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه في ظل هذه التشعبات التي لم تعشها الحالة السورية أصلاً منذ بداية الأحداث عام 2011، ولم تكن أبداً بهذا التصعيد ولا هذا التعقيد من تشابك وتناقض المواقف، السؤال هو إلى أين تتجه الأمور في حقيقة الأمر وهل سيؤدي هذا التصعيد إلى اشتعال جبهات القتال أكثر مما هي عليه؟ وهل تنهار بالفعل الهدنة؟ أو حتى تنهار كل البنى التحتية التي تم تأسيسها لأجل البدء بالحل السياسي؟
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
إلى أين ستؤدي التناقضات الدولية الحالية حول سبل حل الأزمة السورية
12:57 GMT 15.06.2016 (تم التحديث: 11:13 GMT 24.11.2021)
تابعنا عبر
ضيف الحلقة: الخبير العسكري الاستراتيجي العميد الدكتور محمد عيسى.