ما بين تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول العلاقات مع الدول العربية، والاتصالات غير الرسمية بين الرياض والدولة العبرية، والزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى إسرائيل، وفي ضوء ما تشهده المنطقة من أحداث وتغيرات في أنظمة الحكم في عدد من الدول العربية الهامة، تقف المنطقة أمام خريطة جديدة من التحالفات وتغيير في التوجهات السياسية، ولا نبالغ إذا قلنا إننا أمام محاولات بناء نظام جديد لن يستثني أحدا من دول المنطقة.
ويرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن بلاده تخترق المنطقة، واعتبر أن "دولا إقليمية تفهم على خلفية صعود الإسلام المتطرف أن إسرائيل ليست عدوتها بل حليفتها وركيزة رئيسية لها في وجه التهديد المشترك الذي يهددنا جميعا…ونستطيع التوصل إلى علاقات سلمية مع العالم العربي بأسره، حيث التطبيع أو دفع العلاقات مع العالم العربي يمكن أن يساعدنا في دفع السلام الأكثر وعيا واستقرارا ودعما بيننا وبين الفلسطينيين".
وعلى الجانب الغربي من الأطلسي حيث يصل الدعم الأقوى والأكبر للدولة العبرية، أوضح نائب رئيس المجلس اليهودي الأمريكي، جيسون إيزاكسون، في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" أن المجلس يعمل "على المعاملة العادلة لإسرائيل في المجتمع الدولي، وتشجيع جيرانها على إقامة علاقات طبيعية معها ومعاهدات سلام على غرار معاهدة السلام مع مصر 1979، والتي تعد اتفاقية تاريخية بكل المقاييس بالرغم من مرور كل تلك السنوات، وهي أساس الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها"، وتابع "لدينا اتصالات جيدة مع نحو 10 حكومات عربية، من بينها السعودية، إلى جانب قطر والأردن وتونس والمغرب والكويت والبحرين وعُمان"، موضحاً أن العلاقات مع مصر طيبة، وهي من العلاقات ذات الأهمية الكبيرة بالنسبة لهم.
هل تغيرت منطقة الشرق الأوسط، وتبدلت مواقف وسياسات كثير من الدول العربية تجاه إسرائيل؟ يبدو كذلك، خاصة في ظل الاتصالات التي تجري بين الدولة العبرية وعدد من الدول العربية، في مقدمتها المملكة العربية السعودية. وجاء متفقا مع الرؤية الإسرائيلية بضرورة مواجهة ما قال عنه نتنياهو "التهديد المشترك"، تلك الرؤية التي وجدت صدى لدى دول المنطقة، ربما تفتح الباب أمام بناء تحالفات جديدة من منظور المصالح المشتركة، بينما السؤال، هل يمكن بالفعل استعادة أمن واستقرار المنطقة في ظل الممارسات الإسرائيلية، وما هي التنازلات التي قدمتها الحكومة العبرية من أجل التطبيع أم هي تريد كل شيء من دون مقابل؟.
لم تعد الاتصالات الإسرائيلية تقتصر على مصر والأردن، وأصبحت هناك دائرة واسعة من الاتصالات مع دول بالمنطقة، وكأننا أمام إطار إقليمي جديد لن يعزل إسرائيل من محيطه، وستكون هناك ملفات وقضايا مشتركة يمكن للدول التي داخل هذا الإطار أن تجلس معا وتتباحث في مصير المنطقة، وكيف يمكن مواجهة التحديات في ظل المرحلة الجديدة التي تعتمد على هاجس المخاوف الأمنية وعدم الاستقرار، بمعنى آخر "إطار أمني إقليمي مشترك" يضم إسرائيل جنبا إلى جنب مع الدول العربية، ولكن ماذا عن حقوق فلسطين في الدولة المستقلة والعودة والمدينة المقدسة، وحق سوريا في الجولان؟ واين موقع دول الجوار العربي ـ تركيا وإيران ـ من الإطار الجديد للمنطقة؟.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)