إعداد وتقديم نواف إبراهيم
وصلت تطورات الأزمة الدبلوماسية الروسية الأمريكية على الصعيدين السياسي والدبلوماسي وصلت إلى أعلى المستويات بخصوص سورية، وصلت إلى حد الاضطراب الذي يدعو إلى القلق.
ولكن بنفس الوقت وبعد وصول حدة التصريحات المتبادلة إلى هذا الحد يبدو أن انفراجات تلوح في الأفق بخصوص التراجع الأمريكي الذي وضح تماماً في تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي قال خلال لقائه مع بعض ممثلي المعارضات السورية، أنه لا مانع من أن يشارك الرئيس بشار الأسد في العملية السياسية المقبلة، علماً أنه لا يوجد أي قانون يسمح له بأن يسمح أو لا يسمح ببقاء أو رحيل الرئيس الأسد عن سدة الحكم، لأنه الرئيس الشرعي الذي انتخب من قبل شعبه عام 2014، هذا عدا عن أن الولايات المتحدة كانت ومازالت تتبجج في أنها تسعى بكل طاقتها لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في سورية والسير نحو عملية التسوية السلمية متناسية بذلك أي دور وحق للشعب السوري في تقرير مصيره.
ومن هنا نرى أن كل ماجرى من ناحية تصريحات الولايات المتحدة الحادة مؤخراً والممزوجة بالتهديدات لروسيا وتصعيد الوضع الميداني في سورية ماهي إلا حلقة جديدة من حلقات الخداع والمراوغة التي تظهر عجز الولايات المتحدة أمام قوة الموقف الروسي، وحزمه من سلوك الولايات المتحدة الذي يدل على سعي أمريكا للذهاب بالقضية السورية باتجاه آخر يحقق لها أي مكتسب ، ومع ذلك الحذر واجب في مثل هذه الظروف الحرجة التي قد تنزلق فيها الأمور إلى ما لا يمكن أن يريده أو يتوقعه أحد ألا وهو الصدام أو الحرب الطائشة.
فهل بالفعل أمام هذا العجز يمكن لواشنطن أن تذهب بسورية الى حرب لا تحمد عقباها؟
وهل سيتمكن الطرف الروسي من فهم الموقف الحرج للإدارة الأمريكية ومساعدتها في إيجاد مخرج من هذه الورطة التي أوقعت نفسها فيها؟
وهل ستصب التصريحات الأمريكية الأخيرة في صالح القوى التي تكافح الإرهاب بقيادة روسيا الاتحادية وحلفاء سورية التي تحارب الإرهاب منذ ست سنوات تقريباً؟
أم أن الميدان مازال هو صاحب كلمة الفصل لتحديد مسار عملية التسوية السياسية في سورية؟
التفاصيل مع ضيف حلقة اليوم المدير العام للوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" الأستاذ أحمد ضوّا